مجرد ملاحظة

حجاج فى رحاب الله

حازم الشرقاوى
حازم الشرقاوى

تألمنا جميعا اثناء حج هذا العام من كثرة حالات الوفيات بين ضيوف الرحمن خلال مناسك الحج، وانتشرت اجتهادات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعى حول اعداد المتوفين وتعليقات وانتقادات حتى حسم وزير الصحة السعودى فهد الجلاجل بالإعلان عن وفاة ١٣٠١ حاج منهم نحو ١٠٨٠ حاجا لا يحملون تصريحا او تأشيرة حج.


هذه الأرقام الكبيرة كانت ناتجة عن سير الحجاج مسافات طويلة على الأقدام بدون توافر أدوات المعيشة من مياه ومأكولات مع الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة التى تجاوزت فى بعض الأوقات الخمسين درجة مئوية، وايضاً بعضهم من كبار السن والنساء والمصابين بأمراض مزمنة.


وفوق ذلك كله ساهم عدم نظامية هؤلاء الحجاج وعدم تحركهم من خلال حملات او شركات فى عدم توافر وسائل للنقل ووقع بعضهم فريسة لضعاف النفوس من اصحاب السيارات الخاصة الذين يبالغون فى تكلفة النقل ما بين ٣٠٠ -١٠٠٠ ريال وهذا المبلغ يعد ضخما بالنسبة لأناس قدموا لأداء الفريضة بأقل تكلفة ففوجئوا بهذا البند من التكاليف فأثر بعضهم على نفسه وقرر الذهاب سيرا على قدميه لمسافات طويلة من الحرم إلى جبل عرفات تتجاوز الـ ٢٠ كم، فضلا عن نقص الاموال مع البعض ممن قضوا أسابيع طويلة فى مكة انتظارا لموعد الحج.


ولا يستطيع احد ان ينكر حجم الجهود الكبيرة التى تقودها حكومة خادم الحرمين الشريفين فى رعاية وخدمة الحجاج في النهاية، نرى ضرورة وضع حلول جذرية لمثل هذه الأزمات منها توفير برامج حج اقتصادية تناسب الحالة المعيشية لبعض المواطنين وتخصيص اكثر من ٥٠٪  من اجمالى حصة مصر من عدد الحجاج لهذه الفئة، دراسة إيقاف تأشيرات الزيارة وغيرها من بعد شهر رمضان حتى نهاية الحج، توفير حملات توعوية مشتركة بين مصر والسعودية حول خطورة الحج غير النظامى، والتأكيد على ان الحج خدمة وليس استغلالا، اعداد دراسات سنوية بمتوسط تكلفة الحج للحد من جشع التجار.