فى المليان

الأهلى يُحلِّق عاليًا فى الإمارات وبعث جديد لموسيمانى كمدير فنى متميز

حاتم زكريا
حاتم زكريا

يوم السبت الماضى 12 فبراير 2022، تاريخٌ يجب أن يُكتب بحروفٍ من نور فى تاريخ النادى الأهلى المصرى والكرة المصرية، ففى ذلك اليوم نجح الأهلى فى تأكيد تفوقه على المستويين العربى والأفريقى، محرزًا الميدالية البرونزية فى بطولة كأس العالم لكرة القدم للأندية التى نظمتها دولة الإمارات الشقيقة من 3 إلى 12 فبراير، وهى الميدالية البرونزية الثالثة التى يحصدها الأهلى فى بطولة كأس العالم رغم الصعوبات والتحديات التى واجهها قبل بداية البطولة وطلب مراعاة التضارب فى المواعيد بين بطولة كأس الأمم الأفريقية التى نظمتها الكاميرون من 9 يناير إلى 6 فبراير، وبين كأس العالم للأندية مما عرض الفريق لخسارة نخبة ممتازة من لاعبيه لم يستطيعوا المشاركة فى كأس العالم بالإمارات.


 وقد أعرب مسئولو النادى الأهلى عن استيائهم من رد فعل الاتحادين المصرى والأفريقى تجاه الأزمة الخانقة منذ البداية.


 ورغم ما نُقل عن رئيس اتحاد الكرة ورئيس اللجنة الثلاثين المؤقتة لإدارة الاتحاد من تصريحات تطمئن الأهلى على أنه سيلعب بكامل نجومه فى كأس العالم للأندية، فإن الشارع الرياضى المصرى وحتى بعد رحيل اللجنة الثلاثية وانتخاب مجلس إدارة جديد لاتحاد الكرة فى 5 يناير الماضى لا يستطيع أن يفسر تلك التصريحات إلا إذا كانت على سبيل الترضية والتشجيع الغامض لمواجهة الظروف الصعبة المقبلة !!.


وفى تفسيرات خبيثة لتصريحات رئيس اللجنة المؤقتة المنتهية أعماله..

قال الخبثاء من المتابعين لشئون الكرة المصرية إن تصريحات مجاهد كانت بمثابة اعتراف مسبق لمجاهد وزميليه فى اللجنة الثلاثية بأن منتخب مصر ليس لديه القدرة على الوصول لأدوار بعيدة فى أمم أفريقيا، مما يترتب عليه الإقصاء وعودة غالبية لاعبى الأهلى لفريقهم قبل بدء منافسات كأس العالم للأندية !!.

هذه تفسيرات أشك كثيرًا فى صحتها بالرجوع لشخصية أحمد مجاهد وحرصه على المصلحة العامة لمنتخب مصر أولًا ثم الأندية ثانيًا، ولكنها حواديت شغلت الرأى العام الكروى لفترة عصيبة أنهاها الأهلى بتألق غير عادى ومواصلة تحقيق الإنجازات الدولية على المستوى العالمى، وكان من الممكن أن يصل إلى نهائى البطولة أمام تشيلسى الإنجليزى بدلًا من بالميراس البرازيلى متقدمًا خطوة فى طابور الميداليات.


موسيمانى أكثر السعداء.. ورغم تصريحات بيتسو موسيمانى، المدير الفنى الجنوب أفريقى لفريق الأهلى، التى أعلن فيها أنه يعتبر بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة التى استضافتها الإمارات أفضل من البطولة السابقة التى أحرز فيها الأهلى الميدالية البرونزية أيضًا.. وقد تعود هذه التصريحات إلى إحساس موسيمانى بالنشوة والسعادة الكبرى مما حققه فريقه رغم الصعوبات والتحديات التى واجهها وهو فى طريقه للمشاركة فى البطولة مع ظهور عناصر جديدة أثبتت كفاءتها وقدرتها الفنية مثل أحمد عبد القادر وعودة محمد هانى إلى مستواه العالى مع عودة الثقة إليه وفى قدراته الدفاعية والهجومية وإحرازه لهدف الفوز على فريق مونتيرى المكسيكى فى بداية مشوار البطولة الحالية لكأس العالم للأندية.


وإذا كان موسيمانى قد ذهب فى تصريحاته إلى آفاق بعيدة وسعيدة، فإنه كان يعبر عن حالة وتدعيم موقفه كمدير فنى للأهلى حصل على شهادة حتى من جميع منتقديه بأنه يمتلك موهبة حقيقية كمدير فنى كبير وقادر على تطويع إمكانات لاعبيه لأفكاره والمواقف الصعبة، وإن كانت مباراة بالميراس البرازيلى التى خسرها الأهلى بهدفين بلا مقابل قد خرجت من الحسابات وكادت تضيع جهوده وجهود الفريق.


وبعيدًا عن حسابات خبراء اللعبة الذين يضعون الرتوش الخاصة بفوز الأهلى بالميدالية البرونزية فى البطولة السابقة فى قطر ثم فى البطولة الحالية بالإمارات، فإن التاريخ سيكتب لموسيمانى أنه حقق الميدالية البرونزية مع الأهلى فى نسختين متتاليتين فى كأس العالم للأندية بما يعزز موقفه من التجديد مع الأهلى بشروط أفضل قد تراها زوجته ووكيلة أعماله.


وبمشاركة الأهلى فى كأس العالم للأندية 7 مرات يعد ثانى أكثر الأندية مشاركة فى البطولة خلف أوكلاند سيتى النيوزيلندى الذى شارك فى البطولة 10 مرات.. حقق الأهلى المركز السادس فى 2005 و2008 و2013، وأحرز المركز الرابع فى 2012 والثالث فى 2006 و2020 (التى أقيمت فى 2021)، و2022.. وإجمالًا لعب الأهلى 16مباراة فى نسخات البطولة التى شارك فيها ليكون بذلك أكثر الأندية لعبًا للمباريات فى هذه الكأس.. فاز فى 5 مباريات منها ليكون أكثر الأندية فوزًا فى المباريات بالتساوى مع مونتيرى المكسيكى وسانفرس هيروشيما اليابانى خلف ريال مدريد الإسبانى وبرشلونة الإسبانى بالفوز فى 7 مباريات.. وتعادل الأهلى مباراة واحدة وخسر 10 مباريات.


شارك فى بطولة كأس العالم للأندية هذا العام أبطال 8 دول.. الأهلى المصرى عن أفريقيا والهلال السعودى عن آسيا، ومونتيرى المكسيكى بطل دورى أبطال الكونكاكاف (أمريكا الشمالية)، وبالميراس البرازيلى بطل أمريكا الجنوبية، وبيراى وصل لنهائى أبطال أوقيانوسيا بعد انسحاب المؤهل أوكلاند سيتى، والجزيرة الإماراتى بطل الدورى الإماراتى كمنظم للبطولة.


وقد أقصى الجزيرة فريق بيراى فى أولى المباريات ليخسر أمام الهلال 6/1 فى الجولة الثانية التى فاز فيها الأهلى  على مونتيرى المكسيكى 1 / صفر.. وفى الدور نصف النهائى خسر الأهلى أمام بالميراس صفر / 2، والهلال أمام تشيلسى  صفر /1، وفى مباراة تحديد المركز الخامس فاز مونتيرى على الجزيرة 3/1، وفى تحديد المركز الثالث فاز الأهلى على الهلال 4 / صفر..

بينما تغلب تشيلسى فى النهائى على بالميراس 2 / 1.