مضى الأمس دون وقوع الغزو الروسى لأوكرانيا، فى الموعد الذى كان متوقعا من الجانب الأمريكى ومجموعة الدول الأوروبية، الذين أكدوا أن روسيا ستقدم فيه على اجتياح أوكرانيا جزئيا أو كليا.
ولكن على الرغم من عدم حدوث الغزو الذى كان متوقعا بالأمس، إلا أن التوتر مازال قائما ومتصاعدا على الحدود الروسية الأوكرانية، وهو ما يمنع التأكيد أو الإطمئنان لعدم حدوثه فى أى وقت آخر، مادامت ظلت الأسباب التى دعت لتوقع حدوثه باقية.
وقد شهدت الساعات الأخيرة من الأمس مساعى وتحركات مكثفة ومتواصلة لنزع فتيل الأزمة ووقف التوتر المتصاعد على الجانبين، وفتح الطريق إلى الحلول التوافقية السياسية عن طريق الحوار الدبلوماسى، والتخلى عن خيار القوة المسلحة.
وفى هذا السياق أكدت روسيا مجددا عدم اللجوء إلى القوة، وغياب رغبتها فى الغزو وعدم صحة الادعاءات والتوقعات الأمريكية والغربية التى تدعى أقدام روسيا على اجتياح أوكرانيا.
وفى ذات الوقت تصاعدت الاتصالات الأوروبية مع روسيا لوقف تدهور الأمور خلال اليومين الماضيين، حيث قام «شولتز» المستشار الألمانى بزيارة سريعة لموسكو لإجراء حوار مباشر مع الرئيس بوتين، مثلما فعل الرئيس الفرنسى «ماكرون» قبل ذلك.
وفى متغير له معنى أعلن وزير الدفاع الأمريكى «أوستين» الذى قام بزيارة إلى أوروبا بالأمس، أنه يعتقد أن الرئيس الروسى «بوتين» لم يحسم قراره بالإقدام على الغزو بعد،...، وجاء ذلك فى نفس الوقت الذى أعلنت فيه موسكو، أن أجزاء من القوات الروسية التى كانت محتشدة على الحدود مع «أوكرانيا» قد عادت إلى ثكناتها،..، وهذا بالتأكيد متغير له معنى.
ويبقى السؤال: هل انتهت الأزمة؟.. أم أنها هدأت مؤقتا وإلى حين؟!، أعتقد أن الإجابة ستتضح خلال الأيام القليلة القادمة.
