أكم من جرائم ترتكب بشكلٍ سافر في مفهوم ومعنى الإبداع!!.. فللأسف الشديد يلتبس على الغالبية العظمى من الناس مفهوم الحرية!!.. وإلى أي مدى يمكن أن تؤثر تلك الحرية على الآخرين، وبشكلٍ قد يسبب الضرر بشكلٍ كامل على الغير، فالفن إن لم يكن لخدمة المجتمع صار إفسادًا واضحًا، وخرج من النطاق المرغوب فيه لخدمة البشرية والإنسانية والمجتمع!!..إذ أن الإبداع هو من الأعمدة الأساسية لبناء الحضارات، وعندما تضمحل أمة تجد أن فنها وإبداعها قد ابتذل، والأمم تُبنى بالفكر الواعي البناء، لا بالهدم ولا بترويج الفكر الخاطيء.
ففي الماضي تربينا وشاهدنا جميعًا الأعمال الفنية الهادفة والتوعوية للمجتمع، فلا يمكننا أن نتناسى أعمال أسامة أنور عكاشة والتي كانت تدخل البيوت كلها كي تزرع فينا القيم التربوية السليمة، فمن أعمال مثل ليالي الحلمية وأرابيسك تعلمنا الكثير من النبل والخير والأخلاق في أكثر من مشهد مؤثر، فصار الطابع العام للناس متابعة تلك الأفكار البناءة وتطبيقها في حياتها بشكلٍ تلقائي!!
وفي الماضي رأينا في السينما والدراما التلفزيونية اللغة الراقية والأسلوب اللبق في الحديث، بما يساعد على غرس القيم الطيبة في المجتمع المتنامي، بحالٍ يجعلنا نصمم على أن متابعة تلكم الأعمال كان لهدف التحسين من النفوس، فالفن هو تهذيب للروح وليس مسخها!!
بل شاهدنا ولسنواتٍ طوال أعمال دينية راقية وجادة مثل مسلسلات لا إله إلا الله ومسلسل محمد رسول الله، وشاهدنا أيضًا مسلسلات للتوعية مثل مسلسل القضاء في الإسلام وكلها كانت أعمال يشرف عليها الأزهر ويجيزها مركز البحوث والدراسات الإسلامية!!.. فأين ذهبت تلك الأعمال؟..ولماذا لم تعد تُنتج لتعرف الناس الدين الحنيف والفكر السليم؟
لماذا يتم العمل على إنتاج القُبح وزرعه في نفوس الناس في المُجتمع المصري؟.. لماذا صارت الأعمال المُقدمة تنتهج الفكر الهادم أكثر من الفكر البناء المساعد على إرقاء المجتمع؟.. أين ذهبت الأعمال التي تتحدث عن الموظف البسيط وربة المنزل وطلاب الجامعات المكافحين؟..أليس كل هؤلاء شرائح عريضة داخل المجتمع ولهم مشاكلهم التي تحتاج لتسليط الأضواء عليهم؟
لماذا صارت أغلب الدراما في مصر عبارة عن خيانات زوجية وشباب ضائع بلا هدف، وبلطجة مستمرة ونساء بلا أدنى لمحة من لمحات الرقي؟
هل صارت الدراما مجرد بوابة لبث العنف والقتل والبلطجة؟..
الرجاء من السادة المسؤلين وصناع الدراما الإلتفات إلى ما يُقدم فالدولة تُبنى بمجهودات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووجب على صناع الإبداع العمل على إرقاء المجتمع بالفكر الواعي السليم لدعم الجهود السليمة لبناء دولة قوية واعية بمجتمعٍ متعلمٍ وواعٍ بمباديء سليمة نقلتها له القرائح المبدعة في مصرنا الحبيبة.