إنها مصر

أوميكرون "الخفى"!

كرم جبر
كرم جبر

أوميكرون الخفى هو أحدث صيحة فى عالم كورونا، وتقول بعض التقارير إنه سجل 21 مليون إصابة فى العالم فى يوم واحد، وإنه الأسرع انتشاراً، 35 مرة من أوميكرون العادي، ولا يظهر فى المسحة أو التحليل، ولكن لم يجب أحد عن السؤال الأهم: هل هو أشد فتكاً من كورونا أو مشتقاتها؟
كل يوم جديد والعالم يلهث خلف أنواع مبتكرة من الأمصال واللقاحات، وتم إنتاج دواء جديد وطرحه فى الأسواق، والتأكيد أنه يؤدى لنتائج جيدة بعد فترة علاج خمسة أيام، ويتنفس الناس الصعداء فى مواجهة الخطر.
وضاقت البشرية ذرعاً من هذا الفيروس اللعين، ولم يعد الناس قادرين على العزل طويل المدى، وتخرج المظاهرات فى أوروبا وأمريكا، تارة احتجاجاً على الغلق وأخرى على الإجبار على أخذ اللقاح، فى ظل مخاوف من تأثيره على جينات الإنسان فى المستقبل.
وفى زمن كورونا أصبح كل شيء متوقعاً، ورغم انخفاض الأعراض الجانبية للإصابة، وتراجع حالة الهلع التى صاحبته فى البداية، ولكن لم يحسم العالم بعد علاجاً حاسماً يقضى على المخاوف، ويضع نهاية تعيد الحياة إلى سابق عهدها.
أجريت حواراً مع أستاذ فيروسات منذ فترة وأكد لى أننا لا نحيا وحدنا فى العالم، بل تحيط بنا كائنات كثيرة أهمها الفيروسات، وتظل فى حالة هدوء وسلام مع البشر، إلا إذا استفزوها واعتدوا عليها، فترد عليهم بسرعة وقسوة، ويبدو أن الملوثات الكثيرة التى تحيط بالبشرية كانت سبباً مباشراً فى ظهور كورونا، الذى جعل العالم كله يرتدى كمامات ويعيش فى خوف، ولا يفرق بين الناس فى المناصب والقوة والنفوذ والغنى والفقر.
البشرية لن تعيش فى سلام، طالما ظل البشر يعتدون على المكونات الطبيعية التى خلقها المولى عز وجل فى الكون، مثل الحرائق والحروب والغازات السامة والتلوث والدخان واغتيال الطبيعة والأشجار والاعتداء على الأنهار، وغيرها من المكونات التى تخلق التوازن فى الكون.


ويبدو أن الأرض تستغيث بالناس فوقها، وتكشر الطبيعة عن أنيابها دفاعاً عن نفسها، ولإقناع البشر بالعودة إلى الأصول، ووقف الاعتداءات المستمرة على الحياة، وإلا فالثمن هو فقدان الحياة.
ولا بديل عن الاحتماء بالإجراءات الاحترازية والكحول وتعاطى الأمصال، وأن نرفع أيدينا إلى السماء أن ينقذنا الله من الوباء.