الأمم المتحدة تسلط الضوء على دور المنظمات في الاستجابة للجوائح

موضوعية
موضوعية

سلط تقرير جديد لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز الضوء على الجهود- التي تقوم بها المنظمات التي يقودها الأشخاص المصابون بالإيدز والفئات الرئيسية من السكان- والرامية إلى الاستجابة لكوفيد-19 والإيدز.

ويحمل التقرير عنوان"المجتمعات المحلية كأول المستجيبين لـكوفيد-19 والتهديدات الصحية الناشئة", وهو يعتمد على بيانات تغطي 225 منظمة محلية في 72 دولة.

ويقدم التقرير لمحة عن عمل المنظمات خلال بداية عام 2020 للحفاظ على الاستجابة لفيروس الإيدز مع دعم مجتمعاتها في جهود محاربة كوفيد-19.

اقرأ أيضا|الأمم المتحدة: 40% من سكان «تيجراي» يعانون من نقص حاد في الغذاء

ويسلط الضوء أيضا على الإجراءات ذات الأولوية القصوى، التي لا تزال مطلوبة بشكل عاجل، لضمان استمرارية الخدمات المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية، فضلا عن استدامة المنظمات المجتمعية المحلية التي توفر هذه الخدمات.
يروي التقرير سعة الحيلة الرائعة التي تتمتع بها المنظمات التي تقودها المجتمعات المحلية في جهود التعبئة عندما لا تستطيع الحكومات القيام بذلك. 
تظهر قصصها أن المنظمات التي يقودها الأشخاص المصابون بالإيدز والفئات السكانية الرئيسية، بما في ذلك النساء والشباب، قد استفادت من المعرفة المتعمقة بفيروس الإيدز في مجال مكافحة الجائحة.
في مواجهة انقطاع الخدمة ونقص السلع الصحية وحظر التجول وفجوات التمويل الشديدة، تكيفت المنظمات بسرعة لمواصلة تقديم الخدمات المتعلقة بالإيدز.
أفادت المنظمات التي يقودها المجتمع بأنها أصبحت أكثر انخراطا في توزيع الأدوية المضادة للفيروسات العكوسة وأدوات الاختبار الذاتي، والتفاوض مع المسؤولين الحكوميين لضمان إمكانية الوصول إلى الأدوية وتسليمها، بصورة شخصية إلى المستفيدين. 
أفاد العديد من المنظمات أيضا بتحويل خدماتها لتصبح عبر الإنترنت، فضلا عن الاعتماد على الاتصال الهاتفي والبريد الإلكتروني للحصول على المشورة الشخصية ومراقبة الحالة الصحية. تم حشد الدعم المادي، بما في ذلك الرزم الغذائية ومكملات الدخل، وتوزيعه على من هم في أمس الحاجة إليه.
كما قامت هذه المنظمات بتوزيع الكمامات والصابون ومعقمات اليدين وإنشاء مرافق لغسل اليدين. 
ولكن مع ذلك، أعربت غالبية هذه المنظمات عن الأسى لأن غيابها - خاصة من عمليات التخطيط واتخاذ القرار - أدى إلى فشل الاستجابات الوطنية لكوفيد-19 في تلبية احتياجات مجتمعاتها.
وأعربت عن قلق بالغ إزاء الأثر الاقتصادي لعمليات الإغلاق والقيود المفروضة على السفر على المستفيدين. كما سلطت الضوء على الصعوبات المستمرة في الحصول على معدات الحماية الشخصية والموافقة على السفر أو وسائل النقل العام أو المركبات الخاصة لموظفي هذه المنظمات.
أفادت المنظمات بأنها تحملت أعباء مالية ثقيلة للغاية مع القليل من الدعم الخارجي، حيث أرهقت فجوات التمويل الموظفين في هذه المنظمات وأجبرتهم على العمل لساعات طويلة لجمع التبرعات، ولكن بدون جدوى، بل ولجأ البعض إلى صرف رواتبهم ومدخراتهم الشخصية لمساعدة مجتمعاتهم.
تقع المنظمات التي تقودها المجتمعات المحلية في قلب استجابة الصحة العامة المرتكزة على الإنسان والقائمة على حقوق الإنسان. 

دعا برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز، مرارا وتكرارا، إلى دعم وتمويل البنية التحتية للمجتمعات المحلية، مشددا على أن المجتمعات بحاجة ماسة إلى المساحة والموارد اللازمة للقيادة.
قالت ويني بيانيما، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني الإيدز، "لقد استرشدنا بالمنظمات التي تقودها المجتمعات المحلية خلال جائحتين، أولهما جائحة الإيدز والآن كوفيد-19. يجب الاعتراف بدورها المركزي والحيوي في تقديم الخدمات في قلب المجتمعات، والوصول إلى الفئات الأكثر ضعفا. يجب أن نفعل المزيد لدعمها ماليا، وإشراكها بشكل هادف في عمليات صنع القرار والتأكد من حصولها على جميع الموارد التي تحتاج إليها لمواصلة عملها في الاستجابة للإيدز وكوفيد-19 والأوبئة المستقبلية".
من أجل ضمان استدامة استجابة يقودها المجتمع المحلي لفيروس الإيدز، يدعو التقرير إلى اعتماد خمسة تدابير على سبيل الاستعجال؛ يجب إشراك المنظمات التي يقودها المجتمع وإدماجها بالكامل في الاستجابات الوطنية للجوائح، يجب تعبئة تمويل الطوارئ قصير الأجل وإتاحته بسهولة للمنظمات التي يقودها المجتمع المحلي، وإنشاء قاعدة تمويل مستقرة وطويلة الأجل لتمكين المنظمات التي يقودها المجتمع المحلي من العمل بفعالية، وتوسيع قاعدة المعلومات المتعلقة بعمل المنظمات التي يقودها المجتمع المحلي وتعميقها من خلال التوثيق المنتظم وتحديد الممارسات الجيدة وتبادل المعلومات، بالإضافة إلى ضمان استمرارية الخدمات المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية.