حوار| خالد جلال أيقونة المسرح العربي: تكريم الرئيس تاج التكريمات

خالد جلال أيقونة المسرح العربى فى حواره لـ«الأخبار»: تكريم الرئيس تاج التكريمات
خالد جلال أيقونة المسرح العربى فى حواره لـ«الأخبار»: تكريم الرئيس تاج التكريمات

المنتدى والأكاديمية الوطنية والبرنامج الرئاسى  

يصنعون جيلاً يليق بالجمهورية الجديدة

الساعة تخطت الثامنة مساء بدقائق قليلة، سيارة «الأخبار» تتوقف بدار الأوبرا المصرية، أجواء مهرجان القاهرة السينمائى لا تزال حاضرة، ونحن على بُعد خطوات من مبنى الإنتاج الثقافى حيث مكتب المخرج الكبير رئيس القطاع خالد جلال، صانع النجوم وأيقونة المسرح العربى، نسارع الخطوات للقاء مخرج فريد يتولى مهمة القيادة والإشراف على مسرح شباب العالم الذى يجمع فنانين مصريين وأجانب من 17 دولة أخرى، هو الآخر يسابق الزمن لإنجاز أعماله قبل السفر لشرم الشيخ.. خارج مكتبه بالطابق الأول انتظرنا، نستعد للغوص فى عالم الفنان خالد جلال صاحب الرحلة الفريدة الثرية بين خشبات المسرح وخلف كواليسه، المحطات فى حياته الفنية كثيرة ومتنوعة والزمن مهما طال قصير مع مخرج بقدره، لا يمكن من خلاله عرض كامل الرحلة أو كشف جميع مخططات المستقبل، لكنه من الممكن أن يعرض تجربة مسرح شباب العالم وصعوباتها، واستعداداته لها، وأن يوضح رؤيته فى الدور الحقيقى للفن والفنان، وأن يعرض روشتته للذوق العام، وأن يكشف عن مواقفه مع الرئيس السيسى ومدى دعم الدولة للمسرح والفن، ورأيه فى دلالة إقامة مدينة للفنون والثقافة فى العاصمة الإدارية الجديدة.

مشاهدة الرئيس لـ «سلِّم نفسك» سبب إنشاء قسم الإبداع لتأهيل الشباب

كيف ترى منتدى شباب العالم ومدى استفادة الدولة من إقامته؟
منتدى شباب العالم من أعظم الأفكار التى نُفذت لأنه خرج من أحد المؤتمرات الوطنية بعدما اقترح أحد المشاركين على الرئيس السيسى الفكرة بأن يقام منتدى يجمع شباب العالم ويناقش كل القضايا.

ووقتها قرر الرئيس فورا إقامة المنتدى، والآن وصلت عدد مرات إقامته لثلاث نُسخ، جميعها ناجحة، فآخر نسخة على سبيل المثال تواجد بها أكثر من 5 آلاف مدعو من الخارج يمثلون جميع أنحاء العالم فلم يكن هناك دولة غير ممثلة سواء بقاعة الافتتاح أو الختام أو خلال الندوات وورش العمل.

 

 

وفى رأيى أن اجتماع كل هؤلاء الشباب على أرض مصر، أمر لا يقدر بثمن، ويكفى أن ترى 5 آلاف هاتف مرفوعة فى قاعة الختام تنقل ما يحدث على خشبة المسرح لدولهم فى لحظة واحدة، فهذه دعاية لا يمكن تقديرها، فهناك من لم يكن يعلم أى شىء عن مصر سواء من الحضور أو حتى الممثلين الذين شاركوا فى مسرح شباب العالم، لكن بعد حضورهم اندهشوا ليس فقط من جمال مدينة شرم الشيخ وعظمتها، لكن من فكرة أن كيانا عظيما مثل المنتدى يديره شباب مصرى فى العشرينيات من أعماره.


وما رأيك فى تنفيذ التوصيات على أرض الواقع؟
فكرة تنفيذ التوصيات بشكل عام لها علاقة بمصداقية الرئيس من اليوم الأول لتوليه منصبه، فلا تجده مرة خرج فيها ووعد بأمر ولم يفعله، فمثلا حين قال قناة السويس ستحفر خلال عام، كان افتتاحها فى الموعد المحدد، وحين تقرر افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة ستجد أنهم بدأوا فى الافتتاح تدريجيا فى الموعد المحدد، فالرئيس السيسى يقول الكلمة.

وهو يعلم متى يتم تنفيذها، ولديه أحلام كبيرة للوطن وأظن أننا جميعا نرى هذه الأحلام تتحقق حولنا، وأبرز مثال على ذلك مشروع حياة كريمة الذى تتحدث عنه جميع المؤسسات العالمية الكبرى مثل البنك الدولى واليونسكو بقولهم إن هناك طفرة كبيرة فى حياة الإنسان المصرى من خلال «حياة كريمة» الذى ذهب حقيقة للناس، فإذن تنفيذ التوصيات هو أمر غير مستغرب على الرئيس السيسى، فمثلا عندما شاهد الرئيس مسرحية «سلم نفسك»، فى دار الأوبرا قال سأنشئ قسما للإبداع فى الأكاديمية الوطنية للتدريب وتأهيل الشباب.

ومن هم على المسرح سيكونون الدفعة الأولى، وبالفعل بعدها بأسبوع كان هؤلاء الشباب طلابا بالأكاديمية الوطنية، فالمقصود أن هذا عهد رجل يحفظ العهد.


وما دلالة اهتمام الدولة بالإبداع الفنى وهل تحتاج لزيادة دورها فى دعم الفن؟
يرد مبتسما ويفتح ذراعيه على اتساعهما وراحتا يديه منفرجتان: وهل هناك أجمل للفن من فكرة أن رئيس جمهورية مصر العربية بهذه القيمة العظيمة يصر أن يفتتح سنويا منتدى شباب العالم بعرض مسرحى ويصر أن يكون العرض سابقا لليلة الافتتاح بيوم، ليحضره بنفسه، فهل هناك تقدير لدور الفن ودور الإبداع أكثر من ذلك، أما انعكاس ذلك على الفن فأعتقد أن الكرة فى ملعب المبدعين وليس الدولة، فمتى رأيت رئيس الدولة يدعو فى كل مناسبة فريق عمل لفيلم أو مسرحية أو مسلسل ويلتقى بهم أمام الجميع ويقولهم أجزاء من أعمالهم، مثلما فعل مع الفنان محمد فراج فى دوره بفيلم الممر وأخبره بتفاصيل الحديث فى دوره.


أيقونة الشباب
كيف تستعد لمسرح شباب العالم؟
مسرحيتا الزائر والمحاكمة اللتان عرضتا بمنتدى شباب العالم فى نسختيه الثانية والثالثة هما الأصعب بالنسبة لى، لأننى أقدم عرضا جمهوره من دول مختلفة ولا يوجد ترجمة.

والممثلون نصفهم مصريون والنصف الآخر من 17 دولة أجنبية، وأنا أصر فى كل عام أن يتحدث كل بلغته فالروسى يتحدث الروسية والألمانى الألمانية والفرنسى الفرنسية.

وهنا الصعوبة فكيف تصنع هذا النص الذى تجلس تشاهده وتفهم من ردود الأبطال على بعضها ماذا قال كل منهم، فكتابة هذا الأمر هو الأصعب مع إقناع الممثلين المصريين والأجانب بفكرة واحدة ورؤية واحدة يحتشدون وراءها لتوصيل المعنى هذا أمر ليس سهلا لأنهم قادمون من ثقافات وحضارات مختلفة، بالإضافة أنه فى الأساس أنت تصنع عملا فى 14 يوما فقط، وهذه مسرحية تحتاج لشهور.


وما السر وراء إنجازها فى هذه المدة البسيطة؟
السر يكمن أولا فى الاختيار وأن تختار عائلة تليق معًا، فنحن نختارهم بعد مشاهدة مهاراتهم التى أرسلوها على موقع المنتدى، ونحدد توليفة لاحتياجات المسرح من الموهوبين فى الغناء أو الرقص والتمثيل، أو حتى عازفى الآلات، والمقلدين، لنصنع منهم مزيجا يمثل حضارات مختلفة، ويعبر عن مهارات مختلفة.

وليس الجميع يمثل فقط، فأحيانا تحتاج أن يكون معك عازف أو رسام، وكل هؤلاء يعملون معا حتى تخرج اللوحة الأخيرة التى نعرضها على المسرح، والسر الثانى فى الكتابة، لأنه وأنت تكتب وترتجل معهم يجب أن ترتجل شيئا تكون واثقا أن الجمهور بأكمله سيكون مدركه، وأخيرا نظرا لضيق الوقت نعمل كم من الساعات مهول خلال الأسبوعين فيكون هناك احتشاد للعمل كبير.


ما هى رسائل عرضى الزائر والمحاكمة؟
رسالة الزائر كان تتحدث عن التكنولوجيا وتأثيرها السلبى على المجتمع من خلال شخص زائر يدخل حياة أسرة ويُدخل معه الهاتف فيحقق حالة انفصال اجتماعى لمجتمع كان يعيش فى بيئة متقاربة، ويصبح كل منهم مرتبطا بهاتفه وحتى مشاعرهم تحولت لأيقونات.. فأصبحوا يرسلون لبعضهم وجوها تبكى فى العزاء، وقلوبا تفرح فى الأفراح، وقلبا أحمر حين يشعرون بالحب.. فاختصروا مشاعرهم بشيء صغير يمسكونه بين أيديهم، ووقتها علق الرئيس فى إحدى جلسات المنتدى، وقال إن العرض كان يطرح سلبيات التطور التكنولوجى لكن أيضا علينا الاعتراف بأنه لولا التطور التكنولوجى لم نكن نتمكن من جمع 5 آلاف شاب على أرض مصر.


أما فى المحاكمة كانت تتحدث عن شكوى أطفال العالم فى الأماكن التى لم يطرقها بابا نويل، لقاضى الإنسانية بسبب الحروب والمجاعات والإرهابية، وأنه لا يمنحهم هدايا ويخشى الدخول فى مناطق المجاعات والأوبئة والتجارة بالأطفال، فكانت رسالة إنسانية كبيرة، واعتبرها من أفضل المسرحيات التى أخرجتها فى حياتى.


قلت إن الكرة فى ملعب المبدعين وإن الرئيس كرّم أبطال أعمال فنية لكن هذا قد يوحى أن الأعمال ستنحصر فى قالب واحد مثل فيلم الممر ومسلسل الاختيار؟


يشير بكلتا يديه أن لا ويقول: إطلاقا فالرئيس لم يقل ذلك وكان يتكلم دائما عن الأعمال التى تدعو للأخلاق، وعن نوع الفن النبيل، فهو حين شاهد مسرحية «سلم نفسك» وهى مسرحية كوميدية وتناقش أن شخصا من العصر الحالى انتقل للمستقبل بطريقة ما، وهناك حللوا عقله فوجدوا كله ملفات مضرة من الحديث الكثير إلا أنه مواطن مستهلك و«فهلوى»، فهذه مسرحية لا علاقة لها بالشكل العسكرى.

ورغم ذلك كان مستمتعًا بها بشكل كبير، وقال: أريد مسرحيات من هذه النوعية التى تناقش قضايا الناس وتقترب من مشاعرهم، فهو لا يدعو فقط أن تُقدم أعمال مثل الممر والاختيار لكنه يدعو أن نقدم فنا حقيقيا يُغير ويوجه وبه تنوير لأن ليس منطقيا فى بلد بهذا العظمة نقدم فنونا ركيكة وتساعد فى تضليل الناس.


الاختيار
وفى ظل انتشار هذه النوعية من الأعمال سواء أفلاما أو أغانى كيف ينأى المواطن منها، وكيف يختار الفنان الشاب طريقا آخر؟
الاختيار هو منحة الله لنا، والسبيل الوحيد للطرفين فى أن يبتعدوا عن المضرات، فالمائدة أمامنا بها ما يفيد وما يضر ولا أحد يجبرك، والفنان الصغير ليس طفلا.. عليه أن ينتقى دوره لأن وظيفته ستكون سامية ونبيلة ويجب أن يكون نموذجا فإذا اختار الناحية الأخرى بالنسبة لى لا ينتمى لفكرة الفنان الحقيقى، وهو مجرد مقدم عروض للتسلية.


دائما نسمع عن نجوم خرجوا من تحت يد خالد جلال ماذا عن النجوم الذين أثروا فى مسيرتك؟
أقسم هذا السؤال لجزءين المثل العليا، مثل الفنان الأستاذ فؤاد المهندس وهو سليل مدرسة نجيب الريحانى وبالتالى اعتبر أنى انتمى لهذه المنطقة من المسرحيين، وأيضا كرم مطاوع فى الإخراج، لأنه كان يجمع بين هيبة الأستاذ والمهارة الكبيرة فى التدريس والتدريب وعلمنى فكرة المخرج الدراماتورجي، أى المخرج الذى يكتب وهو يختلف تماما عن المخرج العادى، لأن الأول هو متحكم بالعمل تماما وفاهم دراما جيدا ويدرك كيفية تقديم مسرحية منضبطة، ويستطيع أن يعد فنيا لأى عمل يقدمه، فهما اسمان من أهم الأسامى التى كانت مثلا اعلى بالنسبة لى، أما الذين ساعدوننى فى بداية حياتى كثيرون مثل الفنان صلاح السعدنى، ووزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، وغيرهما كثيرون ساهموا فى نشأتة نشأة فنية وساعدوننى فى البداية.

 


كيف ترى تولى الشباب تكليفات كثيرة فى إطار خطة تمكينهم وهل تعتقد أنهم قادرون على صناعة الاختلاف؟
بالطبع فنحن بصدد دخول عصر الجمهورية الجديدة ورئيس الجمهورية ينتصر على الدوام للشباب سواء فى منتدى شباب العالم سواء فى حياة كريمة، الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، وكأنك تصنع نخبة جديدة مميزة علمياً وإبداعياً تليق بالجمهورية الجديدة فهذا عصر الشباب.


أحياناً الشباب يعلقون حلمهم على السفر للخارج لدول عربية أو أوروبية؟
هذا حلم إلى حين فأعتقد أنه خلال عام أو اثنين على الأكثر سيكون بقاء الشاب فى وطنه المميز أفضل كثيرا من السفر للخارج الذى أصبح حلما «ثمنينياتى» فأنا شخصياً ليس لدى رغبة أن أكون فى أى مكان غير مصر واعتقد أن أولادى فى مركز الإبداع الذين يتعلمون كذلك، فكلما وجدوا المكان الموجودين فيه يمنحهم الأمان والمستقبل الجيد لن يحلم أحد بعد ذلك أن يسافر خارج مصر.


ماذا عن إقامة مدينة للفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة؟
هى دلالة كبيرة للاهتمام بدورالفن والإبداع والثقافة، فأن تفكر أثناء التخطيط لبناء الجمهورية الجديدة فى إنشاء دار أوبرا بهذه العظمة التى رأيناها أثناء افتتاح قاعة الموسيقى، والتى قال عنها رمزى يسا، أحد أعظم العازفين فى العالم قال أنا لم أسمع فى حياتى صوتا بهذه الجودة من قبل، وده معناه إنها مقامة بشكل هندسى وفنى دقيق جدا وهى ليست دار أوبرا فقط فهناك 3 مسارح كل منها تستوعب 2500 شخص،على عكس دار الأوبرا الكبيرة بالقاهرة تستوعب1200 كرسى، بالإضافة إلى وجود مراكز إبداع ومتاحف بمدينة الثقافة والفنون، وهو مشروع يدل على الاهتمام وإدراك أهمية الفن والثقافة والإبداع فى الجمهورية الجديدة.


تكريم الرئيس 
ماذا عن تكريم الرئيس السيسى الخاص لك؟
هذا تكريم التكريمات، لأنه جاء دون إعداد، فنحن كنا نقدم مسرحية المحاكمة ولم يكن مطروحا أن يتم تكريمى فى الدورة، وبالفعل فى حفل الختام، كان كل من قررت إدارة المنتدى تكريمهم صعدوا على خشبة المسرح إلى أن تقدمت خلود زهران وقالت: هذا وقد قرر السيد الرئيس تكريم 3 شخصيات من الشخصيات التى شهدت منتدى هذا العام ونبدأ بالمخرج خالد جلال»، فمع تلك اللحظة لا يوجد فرحة تقارن بتلك اللحظات، على الرغم من حصولى على جوائر وتكريمات عديدة فى أماكن كثيرة، لكن هذا التكريم، تاج لم يكن منتظرا، وحين حدث، وصعدت على خشبة المسرح، والرئيس يقول لى: « العمل جميل والله كان حلوا فعلا»، فكانت كل كلمة يقولها وهو يصف عرض المحاكمة كأنه يعلق وساما على صدرى فالرئيس عنده إيمان شديد بالفنانين ويتمنى أن يقوموا بدورهم الفعال.


فى الختام ألاحظ تعليقك لأكثر من كاريكاتير الأخبار جوار مكتبك فما قصتهم؟
نعم منهم الفنان الكاريكاتير بالأخبار عمرو فهمى الذى رسمنى فى 3 مسرحيات وهى مسرحية سلم نفسك، وليلتكم سعيدة،عمرو فهمى أعتبره أحد المفكرين فى عالم الكاريكاتير.

اقرأ ايضا | قبل انطلاق منتدى شباب العالم.. ضيوف مصر يتوافدون على شرم الشيخ