معاً نفكر

أزمة سحالى بالمكتبات

أحمد جمال
أحمد جمال

أثار‭ ‬النشاط‭ ‬التدريبى‭ ‬الذى‭ ‬طبقه‭ ‬طلاب‭ ‬الصف‭ ‬الرابع‭ ‬الابتدائى‭ ‬وتضمن‭ ‬تصميم‭ "‬نموذج‭ ‬مصغّر‭ ‬من‭ ‬خامات‭ ‬البيئة‭ ‬لكوبرى‭ ‬مشاة‭ ‬يمر‭ ‬فوق‭ ‬الصخور‭ ‬لمساعدة‭ ‬سحالى‭ ‬الصحراء‭"‬،‭ ‬جدلاً‭ ‬واسعًا‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬نفى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الوزارة‭ ‬قد‭ ‬طلبت‭ ‬شيئًا‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬الطلاب،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النشاط‭ ‬جرى‭ ‬تطبيقه‭ ‬على‭ ‬طلاب‭ ‬الصف‭ ‬الرابع‭ ‬فى‭ ‬محافظات‭ ‬عديدة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬النشاط‭ ‬جرى‭ ‬التكليف‭ ‬به‭ ‬مركزيًا‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الإدارات‭ ‬أو‭ ‬المديريات‭ ‬التعليمية‭.‬

الغريب‭ ‬فى‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬النشاط‭ ‬أثار‭ ‬أزمة‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬فى‭ ‬المكتبات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تضاعف‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬لعب‭ "‬السحالي‭" ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬البلاستيك،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تواصلى‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المكتبات‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬متفرقة‭ ‬علمت‭ ‬أن‭ ‬أسعارها‭ ‬قد‭ ‬تضاعفت،‭ ‬وهناك‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬أشاروا‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬أضحت‭ ‬تُباع‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬السوداء،‭ ‬كسخرية‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬الطلب‭ ‬عليها‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭.‬

بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬طبيعة‭ ‬النشاط‭ ‬الذى‭ ‬حاولت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬التملص‭ ‬منه،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬الواقع‭ ‬المحيط‭ ‬بالطلاب،‭ ‬لأن‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬منهم‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬رأوا‭ ‬تلك‭ "‬السحالي‭" ‬أو‭ ‬تعرفوا‭ ‬عليها،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬أنفسهم‭ ‬وجدوا‭ ‬صعوبة‭ ‬فى‭ ‬تفسير‭ ‬طبيعة‭ ‬المشروع،‭ ‬وبالتالى‭ ‬فإننا‭ ‬عدنا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬عدم‭ ‬تناسب‭ ‬المنهج‭ ‬الحالى‭ ‬مع‭ ‬البيئة‭ ‬المصرية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُعيد‭ ‬طرح‭ ‬أسئلة‭ ‬مشروعة‭ ‬حول‭ ‬الدور‭ ‬السلبى‭ ‬للشركات‭ ‬الأجنبية‭ ‬التى‭ ‬تباهت‭ ‬بها‭ ‬الوزارة‭ ‬وروّجت‭ ‬بأنها‭ ‬من‭ ‬قامت‭ ‬بوضع‭ ‬المناهج؟

هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬خطوات‭ ‬عمل‭ ‬المشروع‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬المرحلة‭ ‬العمرية‭ ‬للطلاب‭ ‬فى‭ ‬الصف‭ ‬الرابع‭ ‬الابتدائي،‭ ‬وتكررت‭ ‬أزمة‭ ‬الأبحاث‭ ‬التى‭ ‬أقرتها‭ ‬الوزارة‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬العام‭ ‬قبل‭ ‬الماضي،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬المكتبات‭ ‬تولت‭ ‬مهمة‭ ‬تصميم‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬البحث‭ ‬الآخر‭ ‬الذى‭ ‬حمل‭ ‬عنوان‭ "‬طرق‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الخفافيش‭"!‬

Email‭: ‬[email protected]