أثار النشاط التدريبى الذى طبقه طلاب الصف الرابع الابتدائى وتضمن تصميم "نموذج مصغّر من خامات البيئة لكوبرى مشاة يمر فوق الصخور لمساعدة سحالى الصحراء"، جدلاً واسعًا خلال الأيام الماضية، وبالرغم من أن وزير التربية والتعليم نفى أن تكون الوزارة قد طلبت شيئًا مثل هذا من الطلاب، إلا أن الواقع يشير إلى أن النشاط جرى تطبيقه على طلاب الصف الرابع فى محافظات عديدة وهو ما يعنى أن النشاط جرى التكليف به مركزيًا وليس على مستوى الإدارات أو المديريات التعليمية.
الغريب فى الأمر أن النشاط أثار أزمة من نوع آخر فى المكتبات بعد أن تضاعف الطلب على شراء لعب "السحالي" المصنوعة من البلاستيك، بل إنه من خلال تواصلى مع عدد من أصحاب المكتبات فى مناطق متفرقة علمت أن أسعارها قد تضاعفت، وهناك أولياء أمور أشاروا إلى أنها أضحت تُباع فى السوق السوداء، كسخرية من عدم قدرتهم على الوصول إليها مع تزايد الطلب عليها خلال الأيام الماضية.
بالنظر إلى طبيعة النشاط الذى حاولت وزارة التربية والتعليم التملص منه، فإنه لا يتماشى مع طبيعة الواقع المحيط بالطلاب، لأن عددا كبيرا منهم لم يسبق لهم أن رأوا تلك "السحالي" أو تعرفوا عليها، بل إن أولياء الأمور أنفسهم وجدوا صعوبة فى تفسير طبيعة المشروع، وبالتالى فإننا عدنا مرة أخرى إلى نقطة عدم تناسب المنهج الحالى مع البيئة المصرية، وهو ما يُعيد طرح أسئلة مشروعة حول الدور السلبى للشركات الأجنبية التى تباهت بها الوزارة وروّجت بأنها من قامت بوضع المناهج؟
هذا بالإضافة إلى أن خطوات عمل المشروع لا تتناسب مع المرحلة العمرية للطلاب فى الصف الرابع الابتدائي، وتكررت أزمة الأبحاث التى أقرتها الوزارة مع انتشار فيروس كورونا العام قبل الماضي، إذ إن المكتبات تولت مهمة تصميم المشروع إلى جانب البحث الآخر الذى حمل عنوان "طرق التواصل بين الخفافيش"!
Email: [email protected]