حديث وشجون

الرحمة يا ملائكة الرحمة

إيمان راشد
إيمان راشد

قبل كتابة مقالى هذا شاهدت جوله الرئيس السيسى أثناء جولاته الصباحية يوم الجمعة لمتابعة المشاريع الرائعة لشبكة الطرق والكبارى التى تنفذها الدولة والتى ستغير وجه الجمهورية الجديدة وشاهدت رئيسنا وهو يحادث البسطاء من شعبنا الجميل ويلح عليهم ان يطلبوا ويفصحوا عما يريدون فهذه تطلب عملا لابنها والآخر يتمنى وحدة سكنية والاغلب الاعم من سيدات مصر الحامدين الشاكرين.. ووسط اجمل الدعاء للريس بالستر والصحة والبركة فى العمر واثناء سعادتى بأبوته التى دوما اشاهدها على وجهه فى كل الافتتاحات عندما يقابل طفلا او سيدة، تمنيت ان يسعدنى الحظ مثلهم واقابله صدفة على الطريق ولن اطلب اى شيء يخصنى بل لأعرض عليه معاناة مرضى التأمين الصحى فعلى مدى اكثر من شهر وانا اعرض مشاكله ومعاناة المتعاملين معه من مرضى وهيئات طبية دون جدوى وكأنى أؤذن فى مالطة حتى كدت اتوقف عن الحديث فيه يأسا من الرد او الإصلاح.. ولكن ما سمعته هذا الأسبوع من مآسى مرضى السرطان جعلنى أستكمل هذا الاسبوع ما بدأته من شجون فقد علمت أن هناك موظفة أصيبت بورم سرطانى فى الغشاء البلورى بالرئة منذ عام وبدأت العلاج بالتأمين الصحى بين استئصال للورم وجلسات كيمائية ولكن الورم عاد للظهور مرة اخرى ووصف لها الطبيب المعالج ادوية لوقف انتشار المرض ولكن طبيب التأمين رفض صرفه لها واحالها للجنة (التموين الطبى) التى بدورها رفضت صرف الدواء أعتقد لارتفاع ثمنه.. ووسط الآلام المبرحة التى تتعايش معها اطل اليأس وتغلغل داخلها فمقدرتها المادية لا تتحمل هذه المبالغ.. وعلى فرض ان هذه المريضة وجدت من يوفر لها الدواء فيا ترى كم من المرضى مثلها.. كل المرضى من حقهم العلاج من التأمين الذى يدفع جزءا من راتبه على مدار سنوات عمله للحصول على هذا الحق اما مريض السرطان فلابد من معاملته معاملة خاصة.. لابد من توفير العلاج له مهما كان مرتفع الثمن فليس لديه بديل اخر سوى التألم والتوجع حتى يتمنى الموت.. الرحمة والرفق يا ملائكة الرحمة بمن يتألمون فى صمت فالدواء ليس أداة ترفيهية.. أنا على يقين لو وصل الأمر للقيادة السياسية سيتم إنقاذها من تعنت التأمين الصحى.