كشف حساب

إثيوبيا.. إلى الهاوية

عاطف زيدان
عاطف زيدان

لم أسمع من قبل عن حاكم، مهما بلغت سطوته واستبداده او جهله وعدم خبرته ، اتخذ قرارا بإعلان الحرب على شعبه . مثلما فعل أبى أحمد على زيناش رئيس الوزراء الإثيوبى ، الذى أعلن الحرب على إقليم تيجراى شمالى إثيوبيا  . ودك مواطنيه بالطائرات والدبابات .

وأطلق العنان لقواته لارتكاب كل جرائم القتل والنهب والترويع والاغتصاب ضد أهالى إقليم تيجراى الذى يتجاوز عددهم 6ملايين نسمه . مما تسبب فى قتل الآلاف وتشريد الملايين ، لمجرد رفض قادة الإقليم تأجيل الانتخابات البرلمانية ، واصرارهم على إجرائها فى موعدها .فكان مصير اقليمهم التدمير و مواطنيه القتل والاغتصاب والتشريد . لكنهم أعادوا ترتيب أنفسهم واستردوا تيجراى  ، وزحفوا على إقليمى امهرة وعفر ، وباتوا على بعد 130 كيلومترا من العاصمة أديس أبابا  .

ضرب  أبى أحمد بكل دعاوى السلام عرض الحائط وواصل صلفه وتعنته . حيث أعلن الطوارىء فى أنحاء البلاد . وتخلى عن بعض صلاحياته لنائبه حتى يقوم بقيادة الجيش الإثيوبى بنفسه . وزعم أنه لن يوقف الحرب إلا بعد دفن الأعداء على حد وصفه . بينما تؤكد كل التقارير الإعلامية أن قوات تيجراى وحلفائها من الاورومو تستعد للزحف على العاصمة .

ودعت العديد من الدول  مواطنيها لمغادرة إثيوبيا فورا  ، مماينذر بتوقع اشتعال الحرب الأهلية وسقوط العاصمة أديس أبابا .. لقد تولى أبى أحمد على السلطة فى مارس 2018 ، بعد أن خدع الداخل والخارج بالترويج لبرنامج إصلاحى شامل ، لإقامة نظام ديمقراطى حقيقى فى بلاده . وبدأ حكمه بتوقيع اتفاقية سلام مع أريتريا ، حصل بموجبها على جائزة نوبل للسلام ، رغم أن هذه الاتفاقية لم تشهد أى تطبيق على أرض الواقع رغم مرور أكثر من عامين .

وافتعل مع مصر والسودان أزمة سد النهضة . حيث مارس سياسة المماطلة والتعنت فى التوصل لاتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل السد . رغم تدخل الاتحاد الأفريقى ومجلس الأمن الدولى لتحقيق ذلك . وها هو يعلن الحرب على شعبه ، لقد جر أبى أحمد بسياساته الظالمة  على بلاده الخراب والدمار ، ومازال يمضى فى طريق الحرب والقتل والتعنت والغرور ، ليكون المصير المحتوم لاثيوبيا هو الهاوية .