الخروج عن الصمت

بشاعة الجرم

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

أهوال وأحداث تجعل العقل يصمت أمامها  ولايستطيع التفكير فيها  لأنها خرجت عن مألوف الطبيعة البشرية للإنسان.
فالفطرة الإيمانية  جعلت الإنسان عندما تضيق به الدنيا يقول بأعلى صوته فوق الكرب رب لأنه يعلم أنها كلما ضاقت واستحكمت حلقاتها فرجت .
أما عندما تخلى الإنسان عن دينه واتبع هواه ضل وغوى وأصبح الرادع له لاشئ سوى إشباع رغباته وملذاته.
لذلك كنت ترى الدنيا كلما ضاقت بعبد هرع مسرعا الى إيواء نفسه من الانحراف والانزلاق داخل محراب عبادته سواء كان مسجدا أو كنيسة وكان بداخل كل منهما عالم يعرف متى ينير الطريق لهؤلاء حتى يستطيعوا الإدراك والبصيرة.. أما اليوم ونحن نربأ بأنفسنا أن يتعمق كل منا  فى دينه ، ويعود الإمام فى مسجده بمناشدة مريده أن يأخذوا الحكمة والعظة من سنة نبيهم  وأصحابه والتابعين بدلا من تفرغ خطبته من العمق وأصبح فحواها كتعبير إنشائى يكتبه الطالب فى بداية مراحله التعليمية قل مافيه من  الرقة والضعف فى الفحوى والمضمون ، ولم  يقتصرالأمر  على المسجد بل تخطاه  للكنيسة.. وأصبحت تعطى القشور ولا تهتم بالجذو ر فكان الناتج جرائم ما أنزل الله بها من سلطان تعتمد على ميتة القلب لأنه هجر ربه ودينه واتبع هواه.
جريمتان فى منتهى البشاعة وعدم الرأفة والرحمة بالغير أو بالنفس الأول ينهى حياة انسان بذبحه والتمثيل بجثته ولم تأخذ رأفة اورحمة بنفس أزهق روحها وطبعا فى غياب الدين غاب العقل عن قول الحق  «ولا تقتلوا النفس التى حرم الله  إلا بالحق « .
والأخرى عذاب للنفس واستحداث طريقة جديدة فى إزهاق روحه وهو ماأقدم عليه الشبان بحجة أنهم ليس لهم مكانة فى هذا الكون وسط هؤلاء البشر وفى غياب العقل يغيب الدين ولا يعير الإنسان لقول الحق اذنه فسبحانه القائل (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة) وقوله تعالي (ولا تقتلوا أنفسكم ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ومن قتل نفسه بشئ فى الدنيا عذب به يوم القيامة)  فيؤ خذ من حديثه أن جناية الإنسان على نفسه كجنايته على غيره فى الإثم لأن نفسه ليست ملكا مطلقا فلايتصرف فيها إلا بما أذن الله
لذلك أرى أن يعود الدين من جديد بقوة الى المسجد والى الكنيسة والا الناتج من غيابهما أبشع فلا نلومن إلا أنفسنا جرم وفحش وتعد على حقوق الله وحقوق العباد اللهم ردنا الى دينك ردا جميلا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وأحسن ختامنا .