كنوز| رسالة «فوزي» الأخيرة في ذكراه الـ 55

 محمد فوزى
محمد فوزى

فى 20 أكتوبر من عام 1966 فقدت مصر الموسيقار والمطرب والممثل والمنتج المتألق خفيف الدم محمد فوزى الذى لقى ربه بعد صراع مع مرض نادر احتار الأطباء فى تشخيصه وأطلقوا عليه «مرض فوزى» جعل ينقص حتى وصل لـ 36 كيلوجراما، سافر لتلقى العلاج بلندن وباريس وألمانيا وتوفى عن عمر يناهز 48 عاما، وقد أبصرت عيناه الدنيا فى 15 أغسطس عام 1918 بقرية كفر أبو جندى التابعة لمحافظة الغربية، وما من أحد فى مصر والوطن العربى لم «يتربى» وجدانه فى مرحلة الطفولة إلا وسمع أمه وهى تردد له أغنية «ماما زمانها جاية»، أجيال متلاحقة تربت على أغانيه وأعجبت بأفلامه، ومازال محمد فوزى ساكنا فينا، وفى ذكراه الـ 55 نقدم لقراء «كنوز» آخر رسالة كتبها محمد فوزى بقلمها ونشرتها له مجلتا «الفن»، و«الكواكب»، ويقول فيها: 

«كنت أشكو من ألم حاد فى جسمى.. لا أعرف سببه، بعض الأطباء يقولون إنه روماتيزم، والبعض يقول إنه نتيجة عملية الحالب التى أجريت لى.. كل هذا والألم يزداد شيئا فشيئا وبدأ النوم يطير من عينى.. واحتار الأطباء فى تشخيص هذا المرض..

كل هذا وأنا أحاول إخفاء آلامى عن الأصدقاء الى أن استبد بى المرض ولم أستطع القيام من الفراش..

بدأ وزنى ينقص وفقدت حوالى ١٢ كيلوجراما وانسدت نفسى عن الأكل حتى الحقن المسكنة التى كنت أحقن بها لتخفيف الألم بدأ جسمى يتعودها، وأصبحت لا تؤثر فى..

وبدأ الأهل والأصدقاء يشعرون بآلامى وضعفى وأنا حاسس أنى أذوب كالشمعة..

إن الموت علينا حق..

إذا لم نمت اليوم سنموت غدا وأحمد الله أنى مؤمن بربى، فلا أخاف الموت الذى قد يريحنى من هذه الآلام التى أعانيها..

فقد أديت نحو بلدى وكنت أتمنى أن أؤدى الكثير..

لكن إرادة الله فوق كل إرادة والأعمار بيد الله.. لكنى لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا فى حق نفسى وفى حق مستقبل أولادى..

تحياتى إلى كل إنسان أحبنى ورفع يده إلى السماء من أجلى..

تحياتى لكل طفل أسعدته ألحانى.. تحياتى لبلدى..

وأخيرا تحياتى لأولادى وأسرتى. 


محمد فوزى