كتب: أحمد زنط
تتعلق بها قلوب الأقباط في مصر، «لُقمة» هنية فيها بركة السيد المسيح، ببساطة هي «خبزة» يتم إعدادها على شكل مستدير كقرص الشمس في إشارة للمسيح الذي يطلق عليه «شمس البر».
أمام أحد الأفران في إسنا جنوب محافظة الأقصر، يقف جرجس بشاي صانع القربان لكنائس تلك المنطقة متحدثًا عن طريقة تحضيرها، فيقول: «يخبز القربان من دقيق القمح النقي إشارة للمسيح النقي بلا دنس.. يضاف إليه الخميرة والماء ليصبح عجين مختمر، والتخمير يشير للخطية.. والسيد المسيح قد حمل الخطايا عن المؤمنين».
عند دخول القربانة إلى الفرن فإن الخميرة تموت بفعل حرارة الفرن، هكذا دان السيد المسيح الخطية بالجسد، ولذلك تستخدم «القربانة» المخمرة في تأسيس السر وليس الفطير وهذا ما تفعله الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حتى العصر الحالي، والحديث عائد لجرجس.
ويمضي جرجس في حديثه فيقول: «عند صنع القربان لا يضاف إليه ملح ولا سكر، فالملح يحفظ الشيء من الفساد والسيد المسيح لا يحتاج أن يصلحه أحد، ولا يضاف إليه السكر».
وفي منتصف القربانة يتم وضع «ختم» الصليب الكبير محاط بـ12 صليبًا، بما يشير إلى السيد المسيح و12 تلميذا من حوله، كما يتم وضع كلمة «أجيوس اوثيؤس» باللغة القبطية والتي تشير إلى القدسية.
وبحسب جرجس فإنه قبل وضع القربانة داخل الفرن تثقب 5 ثقوب في إشارة لآلام السيد المسيح، ويخبز القربان في الفرن داخل مكان داخل الكنائس والأديرة ويسمى «بيت لحم» في إشارة أيضًا إلى ميلاد المسيح في بيت لحم ومعناها بيت الخبز.
اقرأ أيضًا| نبع الحمراء.. مياه مصرية لشفاء الناس بـ«بركة المسيح»
ويقوم صانع القربان بقراءة المزامير أثناء خبز القربان لأن فيها رموز واضحة عن السيد المسيح، والجزء الأوسط من القربانة يسمى «إسباديكون» أي السيد المسيح الذي حوله 12 تلميذًا.
وهناك نوعان من القربان «الأول» يباع للمصليين وآخر يستخدم في الصلاة يسمى «قربان الحمل»، ويتم اختيار قربان الحمل حيث يكون الصليب به واضحاً جداً والتأكد من أنه كامل الاستدارة وسلامة الأسباديكون، ويتم التأكد من عدد الثقوب الخمسة.
ويجب أن يكون قربان الحمل كامل الاختمار وعدم وجود تشققات بقدر الإمكان، ولذلك يحرص الكاهن على أن تكون قربانه الحمل كاملة المواصفات ومن دواعي المحبه بين المسلمين والمسيحيين أن يقوم الأقباط بإهداء أخوتهم المسلمين القربانة عند زيارتهم تأكيدا على معاني المحبة والوحدة الوطنية.
