كشف حساب

حدائق الأهرام

عاطف زيدان
عاطف زيدان

لم أزر منطقة الأهرامات منذ اكثر من عشرين عاما. وكان آخر عهدى بتلك المنطقة السياحية التى كنا نصلها فى شبابنا بركوب خط اتوبيس رقم 900 هو زيارة الأهرامات الثلاثة، وركوب الخيل والجمال فى الصحراء الشاسعة التى تحيطها.

وشاءت الظروف الأسبوع الماضى أن أتوجه إلى المنطقة لأداء واجب عائلي. وهالنى ما شهدته المنطقة من تطور هائل وامتداد عمرانى مذهل. وارتباطها بطرق حديثة رائعة، خاصة الفيوم الصحراوى والواحات والطريق الدائري. وشاهدت لأول مرة مدينة حدائق الأهرام التى تقع على مساحة 1200 فدان، وتتكون من أربع بوابات رئيسية تحمل أسماء الملوك الفراعنة العظام خوفو وخفرع وأحمس ومينا.

وسعدت لما وقعت عليه عيناى من اتساق وتنظيم معماري، يتلاشى ما تعرضت له منطقة فيصل من انفلات وبناء عشوائى وسط تغافل المحليات. فمعظم مبانى حدائق الأهرام مكونة من أربعة طوابق بخلاف الدور الأرضي.

ورغم مخالفة وتجاوز البعض فى الارتفاعات إلا أن ذلك لا يمثل ظاهرة، وأظن أن قانون التصالح قادر على معالجة ذلك. ما أحزننى ان هذه المنطقة الجميلة التى وفرت وحدات سكنية بسعر معقول للشباب المقبل على الزواج، تعانى من تدنى مستوى الخدمات، رغم جهود الدولة المقدرة بإقامة نقطة شرطة ومرافق صحية، وقيام القطاع الخاص بإقامة محلات تجارية فى مختلف المجالات ومطاعم وكافيهات.

فالشوارع الداخلية فى حدائق الأهرام غير مرصوفة او حتى ممهدة باستثناءات بسيطة، مما يجعل تحرك الأهالى سيرا على الاقدام لقضاء احتياجاتهم المعيشية صعبا، كما أدى هذا إلى انتشار مزعج لمركبات التوك توك ومشاكلها التى يعلمها الجميع، ولك أن تتخيل وضع تلك الشوارع فى موسم الشتاء. إنها بحق مأساة تستوجب تحركا سريعا من محافظة الجيزة والجمعية المشرفة على المدينة، فى إطار سعى الدولة الحثيث لتوفير حياة كريمة لكل المصريين. كما تحتاج المنطقة إلى تزويدها بخطوط التليفون الأرضى وتقوية شبكات المحمول وتوصيل الغاز الطبيعى وتحسين خدمات جمع القمامة المتراكمة فى قطع الأراضى الفضاء التى تحولت إلى «مقالب زبالة».

المشاكل ليست صعبة الحل، اذا توافرت إرادة الإنجاز التى تميز الجمهورية الجديدة برئاسة زعيمنا النشط الرئيس عبد الفتاح السيسى.