رأى

و«البسطاء يمتنعون»

مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل

قفزت الرسوم الدراسية الجامعية هذا العام قفزة واسعة بعيدة عن واقع الحال المصرى وظروفه الاقتصادية وقد تنافست الجامعات الخاصة والأهلية وحتى الحكومية فى رفع الرسوم الدراسية بما لا يتناسب مع السواد الأعظم من أولياء الأمور الذين ما كادوا يخرجون من الثانوية العامة بمجاميعها حتى اصطدموا بالجامعة ورسومها. 
ورغم أن هناك  26 جامعة خاصة كان المفروض أن يكون بينها منافسة على جذب الطلاب بتخفيض مصاريفها وتحسين جودة التعليم بها إلا أن المنافسة للأسف كانت فى رفع الرسوم بصورة جنونية مما أدى إلى عزوف الطلاب عنها حتى أن معظمها لم يستوف الأعداد المحددة لها ولن تصل إلى نسبة الإشغال المفروضة مع الحد الأدنى لمجاميع القبول ولا بعد أن قام مجلس الجامعات الخاصة بتخفيض الحد الأدنى للقبول بكلياتها للمرة الثانية  فهذا لن ينقذها من عثرتها خاصة مع وجود الجامعات الأهلية التى وإن قلت مصاريفها عن الخاصة إلا أنها ما زالت تستعصى على الكثير من البسطاء.
وبعيداً عن الجامعات الخاصة والأهلية برسومها نأتى للجامعات الحكومية التى من المفروض أنها الملاذ الآمن  والجناح الذى يأوى إليه البسطاء فإذا بها هى الأخرى تسرع كى تأخذ نصيبها من «الكعكة» وقد استحدثت منذ سنوات ما يعرف بالبرامج المميزة بمصروفات والتى تصل الرسوم بها إلى عشرات الآلاف بل وتجاوزت المائة ألف فى بعض الكليات العملية حتى كليات التجارة والآداب والحقوق والتى لم تتجاوز رسومها منذ سنوات قليلة بضع مئات أصابها السعار هى الأخرى!
لسنوات طويلة وتحت شعار «التعليم حق كالماء والهواء»وبمجانية التعليم هذه تلقى الملايين أفضل تعليم وتبوأوا وحتى اليوم أرفع المناصب وطبقا للظروف الحالية ماعاد لهذا الشعار مكان ولكن على الأقل - والكلام للجامعات الحكومية - رفقاً بنوابغ قد يضيعون تحت الأقدام بلا ذنب ولا جريرة إلا رقة الحال.