رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يكشف تفاصيل الدورة الجديدة

جمال ياقوت
جمال ياقوت

منذ أن أصدرت د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة قرارا بتولي د. جمال ياقوت رئاسة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في أغسطس الماضي، وضع ياقوت أهدافا وخططا محددة يسعى لتحقيقها خلال الدورة الجديدة، والتي من المفترض إنطلاقها في ديسمبر المقبل.. في هذا الحوار يتحدث ياقوت عن التغييرات التي طرأت على تلك الدورة، مؤكداً أنه لأول مرة ستصل عروض وأنشطة المهرجان التجريبي إلى قرى ونجوع مصر، كما سيتم توقيع إتفاقات مع عدة جهات ومؤسسات لإنتاج عروض تجريبية طوال العام، حتى يصبح لدينا مخزون من العروض التجريبية تشارك بالمهرجان.

أهم ما يميز الدورة المقبلة من المهرجان هو الحرص على تشجيع الفنانين على إنتاج العروض التجريبية، لأن في الماضي كانت المسارح تتلقى تعليمات محددة على إنتاج عروض مخصصة للمهرجان التجريبي، بالإضافة لتشجيع المهتمين بالشأن المسرحي في مصر على التجريب الذي يخلق مهرجان تجريبي قوي، ويساعد على حراك وتطوير مستوى المسرح في مصر، فكيف يحدث ذلك ولا يوجد في لائحة المهرجان إنتاج عروض تجريبية؟، المفاجأة أنه تم عمل تعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة لإطلاق مشروع سيتم الإعلان عنه قريبا، نتيجة هذا المشروع أنه سيكون هناك إنتاج عروض تجريبية في جميع أنحاء الجمهورية طوال العام، بحيث أنه عندما يتم إعلان فتح المشاركة في المهرجان نجد عروض تجريبية مهمة، وسيتم عمل مجموعة من المشاريع بالتعاون مع عدة جهات ومؤسسات لتنشيط عملية إنتاج العروض التجريبية، لأن هدفي هو ممارسة المسرح التجريبي في كل مصر، هذا بجانب ورش تدريبية بقيادة مدربين مصريين وأجانب من جميع أنحاء العالم على أعلى مستوى، ومن مفاجأت هذه الدورة أن العروض الأجنبية التي سيتم إختيارها للمشاركة في المهرجان سيتم عرضها في عدد من المحافظات، مع إقامة ورش المهرجان خارج القاهرة، بمعنى أنه سيتم نقل ورش وعروض المهرجان التجريبي وإقامتها في بعض المحافظات مثل «الإسكندرية، البحيرة، الغربية، إسماعيلية، بورسعيد، أسيوط» وغيرها من المحافظات، وسنحرص على وصول المهرجان لأكبر عدد من القرى والنجوع، وهذا يحدث لأول مرة، لأن من حق الجميع مشاهدة عروض أجنبية، ولكسر فكرة أن المهرجان التجريبي يتعالى على بعض الفئات، وهذا غير صحيح، فالمسرح التجريبي يمكن ممارسته في كل البيئات المحلية الموجودة في مصر، وفي هذه الدورة أيضاً سيتم تسجيل كل من يرغب في حضور فعاليات المهرجان «أون لاين»، حتى لا يتم إقصاء أحد، وسيتم طرح المحاور الفكرية خلال أيام، وفتح الباب لكل من يرغب في كتابة الأبحاث.

-ما الصعوبات التي واجهتها للتحضير للدورة الحالية؟
عند طرح إستمارات طلب التقدم للمشاركة في المهرجان لاحظنا أن عدد كبير من العروض التي تقدمت ليس لها علاقة بالمسرح التجريبي، لأنه لا يوجد لدينا مخزون من العروض التجريبية بخلاف المجتمع الغربي، وهذا سيتحقق كما ذكرت من خلال التعاون مع جهات ومؤسسات لإنتاج مسرح تجريبي على مدار العام، ونحن نتلقى دعم كبير من د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، واللجنة العليا للمهرجان في الموافقة على أي مقترح ينهض بالمهرجان، لكن سنواجه صعوبات في إنتشار العروض بجميع أنحاء الجمهورية، ونحتاج ميزانية كبيرة وجهود بشرية، وسنتخطى أي صعوبات لتحقيق هذا الحلم، كما أن لائحة المهرجان والميزانية تم مناقشتها مع د. إيناس، لتحقيق أهداف المهرجان.

كم عدد العروض التي تقدمت للمشاركة للمهرجان؟

كل الدول العربية والأجنبية ترغب في المشاركة بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وحتى الآن لا ِأستطيع تحديد من سينال شرف المشاركة، لكن سيتم الإعلان عن العروض المشاركة نهاية الشهر الجاري، بعد غلق باب المشاركة في الدورة الـ28، وحتى الآن تقدم 285 عرض، مقسمة إلى 167 عرضا أجنبي من مختلف دول العالم، و118 عرض مصري، وهذا عدد كبير جداً، وبدأت لجنة متخصصة في المشاهدة اختيار العروض التي ستشارك وتنافس على جوائز المهرجان، وسيتم إختيار 12 عرض من العروض الأجنبية والعربية، بالإضافة إلى عرضين من مصر، ولم يتأثر المهرجان بتغير ميعاد افتتاحه عن السنوات السابقة بسبب ظروف فيرس “كورونا”، كما سيتم تدشين مشروع شبكة للمهرجانات المسرحية تجمع أهمها بالمنطقة العربية، سواء التي تحمل صيغة المحلية أو العربية أو الدولية، بهدف وضع أجندة لهذه المهرجانات، وعمل خريطة محددة بمواعيدها، يتم خلالها تحديد مواعيد المهرجانات الدولية التي تقام في الدول العربية من قبل رئيس كل مهرجان، حتى لا تتضارب المواعيد، بالإضافة لتبادل المعلومات والعروض والخبرات التدريبية، وأطلقت الاستمارة الخاصة بهذه الشبكة وكيفية الاشتراك فيها عبر الموقع الرسمي للمهرجان وعلي كل صفحاته بالسوشيال ميديا، وخلال فعاليات الدورة الثامنة والعشرين سيتم التدشين بحضور رؤساء المهرجانات العربية المشاركة في الشبكة، والتي ستكون في المرحلة الأولى للمهرجانات العربية المحلية والدولية، أما المهرجانات التي تقام في دول أجنبية غربية فسيكون التنسيق معها في المرحلة الثانية بعد تدشين المشروع عربيا في البداية.

ما معايير اختيار العروض؟

الجودة الفنية، أي أن يتضمن العرض عناصر تجريبية واضحة، وتم تنفيذها بشكل عالي الجودة ، أما عن الجوائز فقد تم عمل مجموعة من الجوائز للعناصر التي تراها لجنة التحكيم تجريبية ومتميزة، مع ترك نوعية الجوائز للجنة، وهذه صعوبة تقع على لجان التحكيم لإختيار أفضل العناصر في العرض بحد أقصى 5 جوائز، فلا يتم تحديد جائزة كل عنصر مسبقاً مثلما كان يحدث، وستعلن عن قيمتها في الأيام القليلة المقبلة.
< مهرجان المسرح التجريبي واجه إنتقادات كبيرة سابقاً.. منها عدم ملائمته لطبيعة المشاهد العربي.. خاصة أنه يعتمد على الأداء الحركي أكثر من

الكلمة.. ما ردك؟

هذا ليس صحيح، البعض لا يفهم المعنى الصحيح لكلمة «تجريب»، فأصبح غير متلائم مع طبيعة المشاهد المصري والعربي، خاصة بعد أن تم تحديد المسرح التجريبي في الأداء الحركي فقط، التجريب معناه “تجديد”، والتجديد يتلائم مع أي زمن وأي مكان وأي شخص، والتجريب يعني الخروج عن الثابت، وحركات المسرح لا تتطور بتقديم السائد والمألوف، لكن تتطور بكل ما يخرج عنهما، والخروج من فلك النصوص التي تقدم منذ عشرات السنين، والمهرجانا يقدم أكثر من 120 عرض من جميع أنحاء العالم العربي، وهي عروض تجريبية حقيقية، فكيف يصبح المهرجان غير ملائم لطبيعة المشاهد العربي؟، لذلك يجب أن يعرف الجمهور أن التجريب هو السبيل الوحيد لتطوير المسرح، وأنه لا يعني فقط الأداء الحركي، لكن يوجد تجريب في “الديكور، الملابس، المكياج، الإضاءة، الموسيقى، النص”، وجميع عناصر العرض المسرحي الأخرى، وحتى في طريقة جلوس الجمهور.