كل سبت

حرب باردة بطلها الفيروس

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

العالم مازال يحاول التعايش مع فيروس كورونا او وضع حد لانتشاره بعدما اقترب عدد ضحاياه من اربعة ملايين و500ألف ضحية حول العالم وقرابة 250 مليون مصاب  ووسط صراع فى مراكز الابحاث العلمية للوصول الى علاج وتطوير الامصال التى حصل قرابة 3مليارات شخص عليها لمواجهة المتحورات من الفيروس المرعب الذى تجاوز رعب الانفلونز الاسبانية فى منتصف القرن الماضى والطاعون الذى ضرب العالم فى بداية القرن السابق.
هناك صراع آخر مثير وربما اكثر شراسة بين امريكا والصين باطنه ايضا فيروس كورونا ومن السبب فى تخليقه وانتشاره لكن سر الصراع هو من يقود العالم امريكا لاتريد ان يكون هناك قطب اخر يشاركها حكم الارض بعدما تأمرت على الاتحاد السوفيتى حتى انهياره عام 1990 ولاتريد معارضا حقيقيا لاطماعها وسياساته فى الكون والصين الصاعدة بسرعة الصاروخ بعدما اغلقت على نفسها ثلاثة قرون حتى حققت طفرة اقتصادية جبارة وغزت منتجاتها العالم بما فيها امريكا القوى العظمى الاولى والوحيدة الان ترى بكين انها تستحق دورا اكبر فى السياسة الدولية بحكم اقتصادها الذى يقارب ثلث اقتصاد العالم وقوتها البشرية التى تتجاوز ربع سكن الارض.
اقتحمت العالم باستثمارات مهولة وحققت طفرات فى البحث العالمى تجاوزت ثلاثة اضعاف مراكز الابحاث الامريكية وتعكف واشنطن على كبح جماح الطموح الكبير لشعب الاصفر اختلقت وادعت دون دليل كما جاء على لسان الرئيس بايدن ان الصين هى منتج فيروس كورونا فى احد معامل مدينة وهان الصينية التى ظهرت فيها اولى حالات الاصابة بالفيروس ولم تستطع اللجنة التى شكلها بايدن اثبات صحة الاتهامات بعد 90يوما من البحث دون دليل.
الصين هى الاخرى ردت باتهام امريكا بان الفيروس خرج من احد معاملها فى ولاية ميرلاند وان اشنطن هى سبب انتشار الفيروس فى الصين لأنها أرسلت جنودا أمريكيين إلى مدينة ووهان وكانوا يحملون الفيروس.
فصول التصعيد تتواصل بين امريكا والصين خاصة من جانب واشنطن ومنذ أسابيع والحملة الأمريكية التى تستهدف الصين مشتعلة فتارة يتهمونها بتصنيع الفيروس ونشره فى العالم ويهددون بكين بتعويضات بمئات المليارات.
والمؤكد ان كورونا ليس الا مجرد بداية لفصل جديد من الحرب الباردة لامريكا لكن مع الصين.