معان ثورية

الخطر القاتل ضد الأطفال

محمد الحداد
محمد الحداد

أخفقنا نحن الكبار، فى حماية الأطفال من العنف سواء أكنّا مسئولين أو صنّاع قرار أو نشطاء فجأة دمّر فيروس كورونا نظامهم اليومى وحرمهم من حياتهم الاجتماعية وحرمهم  متع الرياضة والتسلية بعد أن كانوا يقضون  يومهم  يتعلمون ويتفاعلون ويلعبون مع أصدقائهم .. لكن الكارثة الكبرى هى طوفان الأخبار المرعبة عن شبح العنف.

الوباء حصر الأطفال فى المنازل وفى المؤسسات ودور الرعاية التى تؤويهم، وهناك أيضا الأطفال المحرومون من حضن العائلة يلفهم الفقر المدقع وهناك من يُرغمون على العمل أو مواجهة قسوة العيش فى الشوارع والاضطرار للتسول، وهناك فئة أخرى، تكاد تكون منسية، من الأطفال فى المناطق المنكوبة بالنزاعات والذين أصبحوا ضحايا تمزيق التهجير ومعاناة المخيمات فى دول عربية محيطة. 


ففى زمن الوباء لا عزاء للأطفال أينما كانوا فالحكومات تضطر لتقليص الميزانيات وتحويل الموارد للاستخدامات الملحة والخطر الجديد ان الأطفال المُعنفين فى ظل أسرهم قبل وباء كورونا ممن سيصبحون عرضة لمزيد من العنف بعد تفشى الوباء وانتشاره فى العالم سيتزايد عددهم بحكم انظمة الحجر والتباعد والتقيد بالشروط الصارمة للرعاية. 


وعلينا ان  نتأهب لخطر كبير يهدد اطفالنا الذين يستخدمون الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى وهم محبوسون فى المنازل، وقد يصبحون - فى غفلة من الآباء والأمهات- فريسة  سهلة لشبكات الإجرام والإرهاب وغيرها من الأخطار».


حذار من العنف المستتر والتنمر فآثار العنف على الأطفال فى معظمها ليست سهلة الرصد ولا تقتصر على الجوانب النفسية والذهنية بل تمتد إلى نمو شخصية الطفل وصحته العقلية، وبات من الضرورى اتخاذ كافة الاحتياطات لاتقاء شرور العنف الذى يهدد الأطفال عبر الانترنت بوجه خاص، كاستغلالهم من قبل شبكات الجريمة المنظمة أو الإرهابية ومن خطاب الكراهية وخطر التنمر وعصابات الشباب عبر الإنترنت وفى المناطق السكنية الشعبية وحتى فى ساحات المدارس، وتعانى منها عدة مجتمعات بما فيها المجتمعات العربية، مع التشديد على توعية الأطفال بجهود محاربة الظاهرة وتوعيتهم بأضرارها عليهم.. فهل ننتبه لهم وننقذهم من الخطر الداهم المحدق بهم قبل فوات الاوان.


ألا قد بلغت اللهم فاشهد