ستيوارت شيلر.. ضابط أمريكي دفع ثمن رأيه «الصادم» في الانسحاب من أفغانستان

ستيوارت شيلر
ستيوارت شيلر

لم يكن ينتظر ستيوارت شيلر، الضابط في سلاح مشاة البحرية بالجيش الأمريكي، يعلم أنه سيفقد وظيفته في جيش بلاده، وهو ينسحب من أرض كابول بأفغانستان، لإبدائه رأيه في مشهد الانسحاب، الذي وصفته وكالة الأنباء الفرنسية بأنه "نهاية مشينة لأطول حرب أمريكية". 

 

ستيوارت شيلر وجد بلاده تنسحب بصورةٍ لم تكن في الحساب، وبطريقةٍ أنهت حرب بلاده في أفغانستان، والتي دارت رحاها لنحو عقدين من الزمن، على وقعٍ أشبه بانكسارٍ أمريكي لم يكن مأمولًا للقوى العظمى الأولى في العالم حاليًا.

 

استيقظ الضابط شيلر وهو يرى بلاده تعلن أن حركة "طالبان" الأفغانية، التي طالما حاربتها واشنطن في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، استولت على "كمية لا بأس بها" من الأسلحة الأمريكية.

 

شاهد شيلر بعينين، تنتابهما الذهول، مقاطع فيديو لحركة "طالبان" وهي تستعرض فيه استيلاء مقاتليها على مروحيات أمريكية من طراز "بلاك هوك"، وهي تحتفي بـ"نصر" لم يكد يحدث أو يلوح في الأفق لولا الانسحاب الأمريكي من أراضي أفغانستان.

 

لاذ الرئيس الأفغاني أشرف غني بالفرار مبكرًا، محاولًا أن ينجو بنفسه من سفينةٍ ثُقبت جدرانها بالانسحاب الأمريكي، وشُطرت نصفين بسيطرة العناصر المتطرفة، فكان لمشهد الختام أن تطوي الولايات المتحدة صفحة أطول حرب في تاريخها مع حلول آخر يوم في شهر أغسطس، ولو جرّ جيشها وراءه أشلاء 13 جنديًا أمريكيًا قُتلوا في تفجير انتحاري بمطار كابول.

 

«رؤساؤنا خذلونا»

 

وأمام كل هذا، لم يملك الضابط ستيوارت شيلر سوى أن يُنهي مشهد "الخزلان"، كما ارتأى له الوصف، بمقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم في الولايات المتحدة، وهو يطالب بمحاسبة القيادات العسكرية الأمريكية في أفغانستان على إجراءات الانسحاب.

وقال شيلر في المقطع "الناس غاضبون لأن رؤساءهم خذلوهم. ولا أحد منهم يرفع يده لتحمل المسؤولية".

ويؤكد الضابط سلاح مشاة البحرية الأمريكي في مقطع الفيديو قائلًا: "لقد أفسدنا كل شيء".

ومنذ ذلك الحين، تم إعفاء ستيوارت شيلر من منصبه في الولايات المتحدة، بعدما أصدع بمرارة مشهد الانسحاب الأمريكي.

ووضعت الولايات المتحدة بقيادة رئيسها جو بايدن حدًا لعشرين عامًا من الحرب في أفغانستان، في واحدة من الحروب التي صُنفت في بلاد العم سام بأنها "حروب لا تنتهي".

وانتهت الحرب على وقع ما بدأت لإنهائه، فقد دخل الأمريكيون أفغانستان في أكتوبر عام 2001، بغية أن يسطروا نهاية حكم حركة "طالبان" المتشددة، وهم الآن يودعون أدراج كابول وقد عادت "طالبان" للسطو على الحكم من جديد، ليكتب سطر النهاية الأخيرة في الحرب أن 20 عامًا مضت وكأن شيئًا لم يكن.