كنوز | «هتلر» يمتدح البطل المصري الذهبي

خضر التونى الفائز بذهبية ١٩٣٦
خضر التونى الفائز بذهبية ١٩٣٦

اقتنص البطل المصرى « خضر التونى» الميدالية الذهبية التى حققها لمصر فى دورة الألعاب الأولمبية فى «برلين « 1936 فى رفع الأثقال وزن المتوسط ، بعد أول ميدالية ذهبية فاز بها البطل الذهبى السيد نصير فى رفع الأثقال وزن خفيف فى أولمبياد « أمستردام « 1928 ، وفاز مع خضر التونى بطل آخر فى نفس الدورة بالميدالية الذهبية هو أنور مصباح فى رفع الأثقال وزن خفيف ، وتقول الصحف المصرية الصادرة فى 1936 إن فوز خضر التونى فى الدورة التى افتتحها « اودلف هتلر» كان لها طعم آخرجعل الزعيم الألمانى يقول له وهو يصافحه: « أكيد مصر فخورة بك اليوم.. كم كنت أتمنى أن تكون ألمانياً وأريد أن تعتبر ألمانيا وطنك « ، وأمر هتلر بإطلاق اسم خضر التونى على أحد شوارع القرية الأوليمپية فى برلين  . 


تأملوا الصورة التى نشرتها الصحف الألمانية للرباع خضر سيد التونى وهو يرتدى الزى الرسمى الذى شاركت به البعثة المصرية فى افتتاح وختام دورة «برلين «، تأملوا البطل خضر التونى وهو يرتدى البدلة والطربوش وملامح الفرحة والفخر بعد فوزه بالميدالية الذهبية التى اقتنصها عن جدارة ، فرحته بأكليل النصر الذى يمسكه فى يده ، والشعارالأوليمبى المطبوع على الكرافتة ، المطرز أيضا على جيب الجاكيت ويعلوه علم المملكة المصرية .


عندما اكتشف خضر التونى وهو فى سن صغيرة مقدرته الفذة فى رفع الأوزان التى يصنعها زملاؤه من الصبات الأسمنتية انضم لمركز تدريب فى شبرا ، ثم انتقل للتدريب فى عدد من الأندية بالقاهرة واستطاع بعد فترة رفع أوزان قياسية حتى أتته فرصة تمثيل المملكة المصرية فى دورة الألعاب الأولمبية التى نظمت فى « برلين « 1936 ولم يكن يومها قد تجاوز العشرين عاما ، وكان ينافسه اثنان من أبطال ألمانيا فى رفع الأثقال ، تفوق عليهما برفع 388 كيلو محطما الرقم الأوليمبى ، بينما منافسه الألمانى رفع 252 كيلو ، وفازالتونى عن جدارة بالميدالية الذهبية ، وأحدث فوز التونى ضجة إعلامية كبيرة فى مصر والعالم ، وانعم عليه الملك فؤاد بمكافأة قدرها ١٠٠٠ جنيه ، وقد شارك فى اولمبياد «لندن» 1948 وكان مؤهلا بالفوز بالميدالية الذهبية لكن لسوء الحظ أصيب بالتهاب فى الزائدة الدودية قبل يوم واحد من المباراة ، واحتل المركز الرابع ، وفاز عام 1949 ببطولة العالم ، ثم بطولة العالم فى الوزن المتوسط عام 1950، وأطلقت عليه الصحف العالمية ألقاب : « بطل أبطال رفع الأثقال ، وأقوى رجل فى العالم ، والبطل الذى لا يقهر» وكتب التاريخ الرياضى لخضر التونى أن يكون أهم رياضى مصرى نجح فى كسر ١٦ رقمًا عالميًا ، وظل المصنف رقم « 1 « فى لائحة الإتحاد الدولى لرفع الأثقال حتى عام 1996 عندما تخطاه الرباع التركى نعيم سليمان أوغلو فى أوليمپياد « أتلانتا « ، بما يعنى أنه ظل متربعا على عرش رفع الأثقال لمدة 60 عاما .


من « الموسوعة الرياضية »