فلا عاش في تونس من خانها

بقلم:عصــام السـباعى           essamsebaie@yahoo.com
بقلم:عصــام السـباعى [email protected]

كنت أعلم أن ظلمات الإخوان سوف تنجلى، وأن قيد التوانسة لا بد أن ينكسر، وأنه سوف تصرخ فى عروق أهلها الدماء، وسيضعون حدا  لحكم تجار الأوطان والأرواح  وباعة الشرف، كنت أعلم أن ثورتهم ضد تلك «النكسة» وذلك «الغنوشى» قادمة بلا شك، وأزعم أننى كنت متأكدا أن «الفارس» قادم لا محالة، وأن الشعب التونسى لن يتنازل أبدا عن وطنه وبنى وطنه وميراث أهله الذى يرفض الظلم والقهر وتجارة الأديان، وهى حقيقة يعرفها كل مصرى لأن الطباع شبه واحدة، وأنا عن نفسى لم أتخيل أن تكون مشاعرى وأنا أتطلع لصفحة نهر النيل الخالد وعظمة المصريين وحضارة المصريين القدماء  التى سرت فى الجينات جيلا عبر جيل، كأننى أقف فى حلق الوادى بتونس أتطلع إلى مياه البحر الزرقاء التى شهدت حضارة قرطاجة، والتى انتقلت فى الجينات وعبر العصور، كلها جينات يعبر عنها بيت شعر فى النشيد الوطنى الذى يقول : «فلا عاش فى تونس من خانها، ولا عاش من ليس من جندها»، وكلما حدث حادث فى مصر كنت أعلم أن المصريين أهل بالتصدى له، وهكذا تصدوا للجماعة الإرهابية وحواضن الإرهاب، وهكذا لفظ التوانسة الإخوان ونهضتهم الشيطانية وكبيرها الذى يتاجر بكل شيء وأى شيء، بما فى ذلك مصلحة الوطن نفسه، أنا شخصيا أتخيل شاعرنا الكبير الراحل بيرم التونسى شاعر الشعب والحرية، وكأنه يقول لنا ألم أحذركم منذ عقود من الإخوانجية فى قصيدتى «دولة الإخوانجية»، وبالفعل انتفض الجميع ضد تجار الوطن والدين، ورأوا بأعينهم ما فيهم من حقارة واحتكار لكل شيء من البضاعة وحتى الأفكار، وتجارة لكل شيء بما فى ذلك الشرف والدين، وما ينجم عن ذلك من كوارث ودمار، وربما لن يمر وقت طويل حتى نشهد عصر أفول تأثيرهم الشيطانى، وقطع ذيول فكرهم الإرهابى، فقد رأينا بعيوننا كيف يبيعون ويخونون ويتاجرون، «فلا عاش فى بلادنا من يخونها».


«ولا تبالى بالخشـبة في عينك» يا كابتن !

قطاع الرياضة يحتاج لوقفة متأنية وفاحصة وكاشفة، لا أقول ذلك بمناسبة خروج قافلة اللجنة الأولمبية بخفى حنين، من أولمبياد طوكيو، بالفعل هو أمر خطير ويجب دراسته، ولكن أمر أصبح روتينيا، وقد ضاعت دهشتنا منه نظرا لتكراره، ما أقصده هنا وبشكل جدى أوسع وأعم من ذلك، لأنه يتعلق بهدف أكبر وهو تنظيف وتعقيم مناخ النشاط والاستثمار الرياضى، لا أتحدث هنا عن رياضة فقط وقطاع مهم لتنشئة المواطن، ولكن عن قضية أمن قومى تمس بصورة مباشرة سلامة الجبهة الداخلية، وحال الشائعات وإشاعة التشاؤم فى ذلك القطاع أخطر لأنها تتم فى قطاع معظمه من النشء والشباب، أى الأجيال المستقبلية لمصر فى كل القطاعات، ولأنها فى مجال يتعلمون منه المنافسة الشريفة ومبادئ الشرف والأخلاق والأمانة والولاء والمواطنة والإنسانية والإخاء والعمل والعرق والاجتهاد، وكلها قيم تهتم الدول بزرعها بين أبنائها الذين ستبنى بهم مستقبلها، وتخيلوا لو تركنا مستقبلنا تتلاعب به  أجهزة غير مرئية تحرق كل تلك القيم، وتزرع الفتن، وتغسل الأموال، وتلوث العلاقات والعقول، هل تشاهدون ما يتم فى الفضائيات من هجوم ضار على بطولات الأهلى التى حققها فى الداخل والخارج باسم مصر، تخيلوا أن هناك مواطنا مصريا يستحقرها ويقلل منها، ويروج إلى أنها جاءت بطريق غير شريف، وهو أمر غريب وعجيب ولا منطقى، تخيلوا هنا حجم القيمة السلبية التى ستصل للنشء .. يحاول الأهلى وقف التجاوز باتباع الطرق القانونية، فتجد النادى الكبير المنافس له، يغضب ويعلن عن اجتماع لحماية منتسبيه من الإعلاميين فى كل القنوات الذين اشتكاهم الأهلى باعتبار ذلك ذما فيه، ولو كان الكابتن الكبير حسين لبيب أريبا ولبيبا ومنصفا، لرفع رأسه إلى أعلى وقرأ المكتوب على اللافتات الضخمة عن بطولات الأهلى التى بالمحسوبية والمجاملات، عندها سيشعر أنه يفتقد المنطق فى أى شكوى،أو كما قال السيد المسيح: « ما بالك تنظر إلى القشة فى عين أخيك، ولا تبالى بالخشبة فى عينك» ، أما قمة الخروج عن المفروض، فقد جاء به الكابتن محمود الخواجة، فهو يطلب العدل فى جدول المباريات بين الأهلى والزمالك، وهذا حقه ولكن ما دخل الدين لو كنت مسلما أو غيره فى مثل تلك القضايا الرياضية، وهنا الكارثة على وطنى.. وليتهم يعلمون خطورة مايفعلون !

تفاءلوا .. بكرة أحلى وأجمل

لا يوجد ما هو أخطر على الأوطان من الشائعات، والمحرضين على التشاؤم، لا يمكن أن يعمل أى مجتمع وينمو ويتطور فى وسط أخبار لا صحة لها، أو فى مناخ يخلو من التفاؤل، فلا نجاح وسط أمواج النميمة ومن يغوصون فيها، ولا وسط من يشيعون بين الناس كذبا وزورا وبهتانا  أنه «مفيش فايدة» .. «الحى أولى من الميت، لماذا نشقى ليستريح أولادنا».. «لم يحدث شيء»، وما يهمنى هنا أن أوجه التحية مجددا إلى الحكومة لتصديها الواعى والمنتظم والدقيق للشائعات أولا بأول، والدور المهم الذى يقوم به مركز معلومات مجلس الوزراء، يعجبنى ذلك التعامل المحترف مع تلك القنابل التى تحاول التسلل للعقول، ولكنها ترتد فى كل مرة إلى صدور أصحابها، تكشف بعضهم وتحرقه، ولكن المؤكد أن هناك كثيرين جالسين خلف أجهزة الكمبيوتر، يحاولون سرقة عقولنا ووعينا، تبقى المهمة الكبرى على المواطن المصرى، ألا يجعل شيئا يدخل أذنه ولا يمر على عقله، وألا يجعل شيئا يضايقه قبل أن يتحرى عنه، اعمل .. أنتج .. أبدع .. تفاءل لا تتشاءم .. بكرة أحلى .. بكرة أجمل .