صباح الفن

منة شلبى.. ليه لأ

انتصار دردير
انتصار دردير

حين يكون العمل الدرامى صادقا فيما يطرحه، وحين تلامس قضيته واقع المجتمع، فإنه حتما سيؤثر ايجابيا فى المتلقى، ويسهم فى رفع الوعى المجتمعى، وفى تغيير كثيرمن العادات والمفاهيم الخاطئة المتوارثة، وهذا ماحققه بامتياز مسلسل» ليه «لأ الذى عرض مؤخرا عبر منصة «شاهد»، وآثار تعاطفا كبيرا مع قضية بطلته ندى، طبيبة العيون التى تعيش فى وحدة بعد وفاة والديها، وترفض الزواج من زميلها لعدم وجود توافق بينهما،وتدفعها الأقدار لدخول دار أيتام فيتعلق بها أحد الأطفال، ويتعلق قلبها به، وتقرر تبنيه، فتواجه رفضا من شقيقها، ومجتمعا قاسيا لايرحمها،و تتصدى لذلك بقوة لتحقق هدفها، المسلسل ملىء بالتفاصيل الإنسانية والمواقف الحقيقية التى لامست مشاكل موجودة فى المجتمع، فى سيناريو محكم، كتبت قصته الكاتبة مريم نعوم، وسيناريو وحوار دينا نجم ومجدى أمين،من خلال ١٥ حلقة مشوقة، بعيدة عن الترهل المعتاد فى دراما ال30 حلقة،وهو ما أتاحته عروض المنصات الالكترونية، وقد أدى نجاح المسلسل - بحسب ما أعلنت وزارة التضامن- الى زيادة إقبال المواطنين على كفالة الأطفال الأيتام، وهذا هو أكبر نجاح يحققه العمل الفنى فى وصوله للجمهور وتأثيره عليهم .
أدت منة شلبى شخصية د. ندى ببساطة مذهلة،وتعاملت بوعى ونضج مع تفاصيلها الدقيقة، فتصدقها تماما وتتعاطف مع كل موقف ينال منها ويبرع بجوارها الطفل الموهوب مصطفى سليم والطفلة منى زاهر وأحمد حاتم،ومراد مكرم، وبقية فريق العمل الذى اختارته المخرجة الموهوبة مريم أبوعوف بعناية حتى فى تلك الأدوار الصغيرة داخل دار رعاية الأطفال التى قدمت فيها نماذج إنسانية تتعامل بحب واهتمام.
يعد مسلسل «ليه لأ»جزءاً ثانياً منفصلاً عن الجزء الأول الذى قامت ببطولته أمينة خليل،وفى هذا الجزء جاءت القضية التى يطرحها أكثر إنسانية وأكثر قربا لواقعنا من بطلة الجزء الأول التى كانت تبحث عن حريتها للاستقلال عن أسرتها، وهو أمرغيرمقبول فى مجتمعاتنا الشرقية.
«ليه لأ «مسلسل يطرح دون ادعاء قضايا تهم المرأة، ويدفع بها إلى عدم الاستكانة والتمسك بحقها فى تحقيق ماتتطلع إليه من طموحات مشروعة،ويقف بقوة ضد القيود التى تكبل حريتها وتعيق طموحاتها، وبإمكانه أن يقتحم كثيرا من قضاياها الشائكة، مايدعونا لمطالبة فريق العمل بمواصلة مهمته فى أجزاء أخرى.