مفاجأة من الستينيات.. «الزكام» مرض نفسي والسيدات الأكثر إصابة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الزكام هو المرض المعروف عنه أنه يأتي من التعرض للبرد أو الخروج من جو دافئ إلى جو بارد ولكن علماء أمريكا جاءوا في الستينيات ليثبتوا عكس ذلك، حيث قام 20 طبيبًا أمريكيًا بأول بحث من نوعه عن الزكام وأثبتوا أن الزكام مرض نفسي أكثر مما هو مرض عضوي.

 

وقالوا إن الزكام يأتي من التغيرات النفسية التي تطرأ على الشخص لأن الأنف من أكثر الأعضاء حساسية لحالة الشخص النفسية ولذلك فإن أي ضيق أو قلق يضعف مقاومة الأنف للزكام ويجعل الميكروب يتغلب، بحسب ما تم نشره في جريدة أخبار اليوم بتاريخ 16 فبراير 1963.

 

وميكروب الزكام صغير جدا ويعرف باسم «الفيروس» ولا يستطيع العلماء رؤيته إلا بالميكروسكوب الإلكتروني المكبر لأن حجمه واحد على مليون من المليمتر، وهو يختلف عن غيره من الميكروبات فهو لا يهاجم الخلايا من الخارج وإنما ينفذ إلى داخلها فتصعب مقاومته بالمضادات الحيوية.

 

ولذلك لابد أن يأخذ دوره إلا إذا قاومه الغشاء الأنفي بما يفرزه من مواد المقاومة، وهذا لا يحدث إلا إذا كان الشخص يتمتع بحالة نفسية عالية.

 

اقرأ أيضًا| العالمة المصرية سميرة موسى.. ورحلة البحث عن «العلاج المعجزة»

 

ويقول العلماء: أن مدة الزكام لا تزيد على ثلاثة أيام، أما عندما تطول مدة الزكام أسابيع أو شهورًا فهذا يعني أن ضعف مقاومة الغشاء الأنفي يفسح المجال لأن تتوالى ميكروبات الزكام الواحد تلو الآخر، فهناك أكثر من مليون نوع من «الفيروس» يسبب الزكام، وقد اكتشف علماء أمريكا حتى أوائل الستينيات 14 نوعًا منها.

 

وقد لاحظ الذين أجروا إحصائيات ضخمة على المصابين بالزكام أن الأشخاص العصبيين والذين يبذلون مجهودًا ذهنيًا ضخمًا والذين يعانون من قلق نفسي يكونون أكثر تعرضًا من غيرهم للإصابة بالزكام.

 

وثبت أيضًا أن إصابة المرأة بالزكام أكثر من نسبة إصابة الرجل به، وذلك لأن المرأة تختلط بأطفالها الذين يحملون إليها ميكروبات الزكام من المدارس، والسيدات اللاتي ليس لهن أطفال لا تقل نسبة إصابتهن عن اللاتي لديهن أطفال وأرجع العلماء السبب إلى أن حالات السيدات النفسية تكون أكثر إضرابًا من الرجل لأن الظروف الاجتماعية في العالم تجعلها تكبت أشياء نفسية أكثر من الرجل.

 

وتحدث البحث عن أنجح الطرق لعلاج الزكام فقال وقتها: إن العلم لم يكتشف حتى الآن علاجًا مباشرًا له، وذلك لكثرة أنواع الفيروس الذي يسببه، وأن كل محاولات الناس للعلاج لا تقلل من حدة المرض إلا بنسبة 30 إلى 50 في المائة فقط، فهي كلها محاولات تعمل على رفع معنويات الشخص واقتناعه بأنه يعالج من الزكام قتزيد مقاومته ويتغلب على مرضه.

 

أما لماذا تكثر الإصابة بالزكام في الشتاء وفي فترات تغير الفصول فهذا يرجع إلى أن الحالة النفسية للناس تتأثر بتقلب الطقس وتغيره في تلك الأوقات.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم