فيض الخاطر

العناتيل..

حمدي رزق
حمدي رزق

دَعُوها فإنَّها خَبيثةٌ، أتحدث عن فتنة «عنتيل الصعيد» المثارة حاليا، اتْرُكوها لأنَّها مُنتِنةٌ قَبيحةٌ مُنكَرةٌ كَريهةٌ مؤْذيةٌ؛ لإثارَتِها الغَضبَ والتَّقاتُلَ على الشرف، «لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى... حتى يراق على جوانبه الدم» بصوت طيب الذكر عبد الفتاح القصرى!

تقتحمنى أخبار «عنتيل الصعيد» بسخف بالغ واستخفاف بالأخلاقيات، جميع المواقع لا أستثنى منها أحدا تفرد مساحات للفضيحة الجنسية فى صعيد طاهر لا يقبل مثل هذه نجاسات، وتمعن فى سرد التفاصيل الجنسية، دون ضرورة مهنية، لا يتجمع الذباب ناقل الأمراض إلا على جيفة، دعوها فإنها منتنة!

إدمان الفضائح الجنسية إعلاميا (فضائيا وإليكترونيا)  مرض خبيث، يجوز ضمه إلى الأمراض السارية أخلاقيا، كل يوم بفضيحة، وإذا لم يصادفوا فضيحة اصطنعوها حتى ولو بحرف الألفاظ عن معناها ومقاصدها اللغوية.

منكم لله يا بعدا، كل منحرف صار عنتيلا يشار إليه فى المواقع الإباحية، عناتيل مصر يحتلون مواقع متقدمة على محركات البحث الإباحية، فعلا إذا لم تستح انشر ما شئت من غثاء.

«اعترافات عنتيل الصعيد»، عنوان شاذ على الطبيعة المصرية، عناتيل الصحافة يجتهدون فى «التوليد اللغوى»، وبالعربية الفصحى تشير الكلمة «عنتيل» إلى مصطلح «الفحل»؛ وهو القوى، والفعل منها «استفحل» يعنى اشتد عوده فى القتال.. وحرفت حديثا، بمعنى القوى الذى اشتد عوده فى الجنس!!

عنوان ساقط أخلاقيا جريا وراء تريند لا يسوى ملو الودن تراب، ما هذا السخام الذى يسود الحوائط الفيسبوكية، ما هذا الوحل الذى نتترى فيه، ما هذا القبح الذى يصدر عنا سخاما يسود الوجوه، للأسف «التريند» يعمل أكثر من كده، عنتيل خبط لزق، عنتيل الصعيد، بالذمة هل هذه أخبار نتعاطاها بهذه الجرعات المسممة ؟!

من ذا الذى يحرف البوصلة الوطنية عن المقاصد الوطنية العليا، من ذا الذى يشيع مثل هذه الفضايح لحرف الناس عن جادة الطريق، لم تكد فضيحة «عنتيلة المحلة» المكذوبة تسكن القبر حتى يظهر شبح عنتيل الصعيد، وهكذا دواليك عنتيل ورا عنتيل.. وأحيانا عنتيلة (أنثى العنتيل)، «جتكم نيلة» بالفتحة على نطق طيبة الذكر «مارى منيب»!