شجون جامعية

برامج الساعات المعتمدة

د. حسام محمود فهمى
د. حسام محمود فهمى

يتيحُ نظامُ الساعاتِ المُعتمدةِ فرصةَ التخرجِ لطلابِ الجامعاتِ والمعاهدِ مباشرةً عقب استيفائهم لعددِ الساعاتِ المُعتمدةِ التى تتطلبُها تخصصاتُهم العلميةُ دونَ التقيدِ بعددِ السنواتِ اللازمةِ للدراسةِ. يأتى هذا النظامُ بهدفٍ ظاهرٍ هو مكافأةُ الطالبِ المتفوقِ بالتخرجِ سريعًا وبهدفٍ مُستترٍ هو تخفيفُ الأعباءِ على ميزانيةِ الدولةِ بتقليلِ فترةِ مكوثِ الطلابِ فى الجامعاتِ والمعاهدِ.


أما نظامُ الاختباراتِ ذات الاختياراتِ المُتعددةِ فأساسُه اِختيارُ إجابةٍ صحيحةٍ أو أكثر من عدةِ اختياراتٍ مُتاحة. وهذا النظامُ يختبرُ المعلوماتِ السريعةِ فقط لكنه لا يصلحُ للتيقنِ من قدرةِ الطالبِ على التحليلِ والصياغة، فهو كالصندوقِ الأسودِ أسئلةٌ وأجوبةٌ مُحددةٌ سلفًا دون معرفةٍ بالقدراتِ الأهمِ لدى الطالبِ. ويُستخدمُ نظامُ الاختياراتِ المُتعددةِ فى الانتخاباتِ لاختيارِمرشحٍ من قائمةِ المرشحين وكذلك فى استطلاعاتِ الرأي، وشاعَ استخدامُه مع تقدمِ تكنولوجيا الحاسباتِ لأن التصحيحَ يتمُ بسرعةٍ ودون تدخلٍ بشري. وهو يُعدُ من لوازمِ الدراسةِ بالساعاتِ المُعتمدةِ مع الأعدادِ الكبيرةِ لضرورةِ إعلان نتائجِ الاختباراتِ سريعًا حتى يتمكنُ الطلابُ من اختيارِ المقرراتِ التالية.


نظامُ الدراسةِ بالساعاتِ المُعتمدةِ مطبقٌ فى بعض الجامعاتِ بالولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ وأوروبا دونما ارتباطٍ بالاِختباراتِ ذات الاِختياراتِ المُتعددةِ. ‏التعليمُ الجامعى هناك لا يخضعُ لتحكمٍ مركزى ولا يسيرُ وفقًا لنظامٍ واحدٍ، كما أنه لا يُعانى مشكلةَ الأعدادِ الكبيرةِ وقلةِ الإمكاناتِ من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ والمكتباتٍ والمعاملٍ والمدرجاتٍ اللائقة. ‏ومع استقلالِ الجامعاتِ فإن إدارتِها تؤدى بلا شواغلٍِ من إعلامٍ ورغباتٍ فى التصعيدِ لكراسى أعلى.


‏التعليمُ الجامعى و مادونه، يرتبطُ ارتباطًا وثيقًا بالمجتمعِ ولا يُمكنُ محاكاةُ أنظمةٍ من مجتمعاتٍ أخرى. ‏هل تسعى روسيا أوالهند او الصين أو اليابان أو كوريا أو تركيا لتقليدِ الجامعاتِ الغربية؟ قولًا يقينيًا لالبس فيه .


الخلاصة، تَخَرُّجٌ سريعٌ مُتوقَعٌ توقيًا لمواقعِ التواصلِ، وخريجون جوفٌ، لا يقرأون ولا يَكتبون ولا يُعبرون ولا يُحلِلون، أخرهم مواقع التواصل. ‏التعليمُ أمنُ قومي، تعليمٌ أم تخفيفٌ عن الميزانية؟ أيُ تطويرٍ ليس أسيرًا لقلةٍ أو خلفَ أبوابٍ مغلقةٍ، إنه عملُ جماعى وما أكثرَ الخبراتِ فى جامعات مصر. هل نُسى إلغاءُ السادسة الابتدائية ثم إعادتُها وسنةُ الفراغ؟


اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز.