رحلة

فى انتظار التحرك لإنقاذ الساحل الشمالى

جلال دويدار
جلال دويدار

استكمالاً لمقال الخميس الماضى فإن ملايين المواطنين المصريين يتطلعون إلى تدخل الدولة لإنقاذ الساحل الشمالى من غزو جحافل الذباب. هذا الأمر ليس مطلوباً لوقف تكدير إجازاتهم هرباً من الحر واللعينة الكورونا فحسب.. ولكن لصالح تدفق أفواج السياح الوافدين إلى هذه المنطقة.
•••
إن هذا الذى يجرى حالياً يُذكرنى بواقعة شبيهة شهيرة وطبق الأصل كنت أحد شهودها المتناولين لها بحملة مقالات فى صحيفة الأخبار. أحداث هذه الواقعة.. جرت إبان حكم الرئيس الراحل حسنى مبارك. كان يتولى رئاسة الحكومة آنذاك فى هذه الفترة الواقعة بين عام ١٩٩٩ وحتى عام ٢٠٠٤..الدكتور المرحوم عاطف عبيد.
بعد التأكد من صحة المعلومات المنشورة وكرد فعل سريع لسلسلة المقالات التى كتبتها .. كلف الرئيس مبارك د. عبيد بالتوجه فوراً إلى المنطقة وإيجاد حل للمشكلة واتصل بى د. عبيد ليلتها وطلب منى أن أرافقه إلى الساحل الشمالى. صاحب رئيس الحكومة أيضا عدد كبير من الوزراء فى مقدمتهم المعنيون ومعهم محافظ الأسكندرية.
خلال الجولة تم اكتشاف الكارثة متمثلة فى مدفن كبير للنفايات (والزبالة).. مُقام فى الصحراء قبالة قرية مراقيا السياحية. المخالفات.. كانت وراء تجمعات وانتشار الذباب فى المنطقة. بالمعاينة تبين أن هذا المدفن مكشوف بما يتعارض والمعايبر  الصحية والبيئية المتفق عليها. يُضاف إلى ذلك أنه مُقام فى منطقة قريبة من الساحل وليس فى عمق الصحراء.
•••
عندما أخبر رئيس الوزراء الرئيس مبارك بهذا الوضع.. أمر على الفور بإغلاق هذا المدفن الذى كانت تتولى إدارته والإشراف عليه شركة فرنسية متعاقدة مع التحقيق فى ملابسات التعاقد. بعد هذا الإغلاق الذى لم يستغرق سوى ساعات قليلة.. بدأت هجمات الذباب فى التراجع إلى أن تلاشت. هل يمكن أن يتكرر ماحدث تجاه مدافن النفايات العشوائية التى يديرها نفر من المخالفين والمتمردين على القوانين.
إنه أمر حتمى.. ضرورة التصدى للهجوم الذبابى غير المسبوق على الساحل الشمالى من جانب الأجهزة المعنية وتشمل وزارات البيئة والصحة والإسكان والتعمير لإنقاذ موسم الصيف ترويحياً واقتصادياً واجتماعياً.. إنها مهمة حتمية لابد أن تتضافر جهود هذه الجهات من أجل إنهاء هذه المحنة والتى تُعد من صميم مسئولياتها. هذه الجهات الثلاثة مطالبة بالتحرك حتى تنفى عن نفسها أنها وكما يقولون (نايمة فى العسل نوم).
إن الأمل كبير فى أن تحظى مشكلة الساحل الشمالى باهتمام قيادات الدولة.