من القاهرة

مكاسب متبادلة

أحمد عزت
أحمد عزت

حطت الطائرة الرئاسية فى مطار بغداد الدولى، اصطف حرس الشرف على الجانبين انتظارا لضيف العراق الكبير، وكان الرئيس العراقى برهم صالح على رأس المستقبلين..  هبط الرئيس السيسى درجات سلم الطائرة، لمصافحة نظيره العراقى، الذى سارع معانقته متخليا عن قيود الإجراءات الاحترازية، وبدأت مراسم استقبال لأول زيارة رئاسية مصرية للعراق منذ ٣٠ عاما.
تأجلت زيارة الرئيس السيسى للعراق عدة مرات لأسباب مختلفة، حتى تحققت الأسبوع الماضى فى إطار آلية القمة المصرية العراقية الأردنية التى عقدت بالقاهرة وعمان وكان الدور على بغداد لاستضافتها..  ذهب الرئيس السيسى لبغداد فى تأكيد على دور العراق فى منظومة العمل العربى المشترك، وفى إشارة إلى التمسك ببلاد الرافدين كأحد أضلاع منظومة الأمن القومى العربى، وفى دلالة على أن العرب فى حاجة للعراق مثلما العراق فى أمس الحاجة للعرب.
 يحتاج العراق إلى التأكيد على هويته العربية، وإعلان تمسكه بها، وكان واضحا من تصريحات القيادات العراقية أن ثمة رغبة كبيرة فى إحداث التوازن فى علاقات العراق الإقليمية، خاصة العلاقات فى بعدها العربى. وقد جاءت القمة الثلاثية الأخيرة كخطوة محمودة نحو تمتين التنسيق السياسى وإطلاق التعاون الاقتصادى بين الدول الثلاث إلى أفاق أرحب، حتى رغم اقتراب موعد الانتخابات التشريعية فى العراق واحتمال تغير المشهد السياسى الداخلى هناك.. لقد حان الوقت لأن يتجاوز العراق سنوات عدم الاستقرار، وبمزيد من التنسيق والتكامل بين العراق وجواره العربى يمكن تحقيق مكاسب متبادلة على مختلف الأصعدة.