حكايات| عم ناصر.. رحلة كفاح عامل نظافة بـ «إيد واحدة»

عم ناصر
عم ناصر

ابتسامته على وجهه والعرق على جبينه يتساقط  كقطرات المطر، والشمس على رأسه متوهجة كالبركان، واقفاً وبيده مكنسة كأنه جندي بالشارع، نعم، إنه الجندى المسئول عن النظافة بالشوارع، وحارس المظهر الجمالي له، دؤوب في عمله ولا يخجل من نظرات المجتمع بل على العكس يفتخر بأنه مسئول عن تجميل ونظافة الشارع، مؤمناً بمقولة "النظافة من الإيمان وأن الله جميلُ يحب الجمال".


وعلى الرغم من إعاقته بيده اليمنى المولود بها غير مكتملة ورأسه التي اشتعلت شيباً، إلا أنه مستمر بعمله كعامل نظافة منذ أكثر من 13 عاماً حتى الآن، لم يكل ولا يمل من العمل والكسب الحلال ومراعاة أسرته وتعليم بناته، بالإضافة إلى نفقات أمراضه المزمنة.


عم ناصر صاحب الوجه البشوش وأشهر عامل نظافة بمدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، يروي قصتة الملفتة للأنظار وكفاحه لتحدي إعاقته ومحاربة مرضه بالضغط المرتفع بالإضافة لتوسعة شرايين قلبه مع عمله بتنظيف الشوارع يومياً لأكثر من 8 ساعات تحت حرارة الصيف وبرودة الشتاء.


يقول ناصر جمعة عبدالمعطي (49 عاما): "الشغلانة دى جاتلى من عند ربنا والحمد لله بكسب بالحلال بإيد واحدة .. اتولدت إيدى اليمين بصوابع وكف غير مكتملين ولكن لم استسلم واشتغلت حتى أربى بناتى وأعلمهم، قدمت من 13 سنة حتى أعمل بنظافة الشوارع والحمد لله ربنا كرمنى واتقبلت ومن يومها وأنا أعمل بها وراضي بقسمتي ونصيبي".


وأكمل "عم ناصر": "الشغل مش عيب طالما بالحلال ومش بعصي ربنا، ومسئول يومياً بتنظيف شارع المدارس بمدينة إيتاى البارود محافظة البحيرة، يبدأ عملي من الساعة 1 ظهراً وحتى الـ 7 أو 8 مساء على حسب ضغط الشغل، وأحب عملى واجتهدت فيه واشتهرت بعامل النظافة المجد وكرمنى محافظ البحيرة أكثر من مرة لعملي الدؤوب بما يرضى الله". 


ويضيف "عامل النظافة": " ربنا بيعوض وبيكرم أنا بكافح ولا أنظر لإعاقة واتحدى مرضى الغير مناسب لعملي بالنظافة ولكن دا رزقي ولازم أكمل، مضيفاً " أنا مريض ضغط مرتفع وحرارة الشمس بتتعبنى بالإضافة أنى قمت بإجراء توسعة لشرايين قلبي ورائحة الزبالة والأتربة والمجهود يزيدوا من تعبى وضيق نفسي".


ويكمل: "أمنيتى أني أتثبت فى شغلي بقالى 13 سنة بشتغل ولم أثبت ومفيش حاجة نقف تحتها في الشارع  لو في شمس أو مطر ولا مكان مخصص لينا، طول اليوم واقفين على رجلينا أو لما نرتاح بنقعد على رصيف الشارع، ونفسي الناس في الشارع ترمة الزبالة في الصندوق مش على الأرض ويراعوا أننا كعمال نظافة كبار بالسن وبنتعب، وبالذات الزجاج والحقن لأننا بنتأذى منها".


ويختتم حديثه: "عندى 3 بنات ولم أرزق بأولاد فأحسنت تربيتهن حتى أرزق بالجنة، وأكبرهن زفافها في شهر 10 القادم والصغرى برياض الأطفال، وأتمنى مساعدة في تجهيز ابنتي العروس".

 

إقرأ أيضا ..حكايات| بلديات محمد صلاح.. مغامر يطوف المحافظات بـ«دراجته»