«القطن الأورجانيك».. مستقبل زراعات مصر العضوية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

القطن «الأورجانيك».. مستقبل زراعات مصر العضوية

محمد خضر: مطلوب عالمياً.. وتطوير المنظومة يزيد من قيمته المضافة

نقيب الفلاحين: مرحلة تجريبية لحين تعميم زراعته وإزالة تخوفات الفلاحين

 

هشام مسعد: 

اتجاه العالم للزراعة الطبيعية شجع مصر.. والمستهدف من 20 إلى 25 ألف فدان 

صقرعبدالفتاح: يحافظ على التربة ويجذب عمالة جديدة وقانون 12 يخدم جميع الأطراف 

تهتم مصر بـتطوير منظومة القطن، بهدف تحقيق أفضل استغلال له على مستوى العالم في ظل ما يحظى به من جودة وسمعة عالمية في الأسواق الدولية، ومواصلة خطة الدولة للنهوض بمنظومته وإعادته إلى سابق عهده واستعادة مكانته العالمية، لذا أطلقت وزارة الزراعة خطة لإنتاج قطن عضوي "أورجانيك" لما له من أهمية وجودة العالية ومطلوب بشدة في الأسواق العالمية، وذلك عن طريق استبدال الأسمدة العضوية بالكيماوية لتزيد من جودته «الأخبار المسائي» ترصد كيف يتم إدراج القطن الأورجانيك ضمن أولويات الحكومة لعودته إلى الصدارة.

المهندس محمد خضر رئيس الهيئة العامة للتحكيم واختبارات الأقطان، يقول إن القطن الأورجانيك مطلوب عالمياً وله مستهلكين وفئة ذات طبيعة خاصة، وذلك بسبب أسعاره المرتفعة للغاية والتي تصل إلى 280 سنت، وعدم قدرة أي مستورد على شرائه، بأعلى جودة جداً، فعلى سبيل المثال إذا كان القطن العادي يباع بـ100 سنت لليبرا  يباع الأروجانيك بـ130 سنت،  ويوضح خضر الشروط الخاصة بزراعة القطن الأورجانيك والتي يجب على المزارع عدم وضع أي أسمدة كيماوية أو مبيدات حشرية لمدة 3 سنوات ثم أخذ شهادة من معهد البحوث الزراعية بخلو الأرض من أي آثار كيماوية، وبعد زراعة القطن يتم تحليله في معاهد تابعة لوزارة الزراعة للتأكد من عدم وجود أثر للمبيدات الحشرية أو الأسمدة الكيماوية.

ويستكمل خضر أن هناك تعاقدات بين المزارعين المتمرسين في محافظات الفيوم ودمياط لزراعة الأقطان الأورجانيك، حتى يتم زيادة المساحات المزروعة لاتجاه أغلب الأسواق العالمية والمستوردين على طلب القطن المصري الأورجانيك، ونوه رئيس الهيئة العامة للتحكيم واختبارات الأقطان أن القطن المصري تعرض لفترة إلى تقليص المساحات المزروعة وتراجع الطلب، ولكن تدخل الدولة في نظام التسويق وتجديد منظومة القطن جعلته يعود للصدارة مرة أخرى، ورجوع ثقة المزارع فالمقارنة بين المساحة المزروعة العام الماضي والتي كانت 182 ألف فدان ومساحة العام الحالي والتي تصل إلى 233 ألف فدان تصل إلى 230 ألف فدان مع نهاية شهر يونيو، مضيفاً أن تطوير منظومة القطن ومصانع الغزل والنسيج ومصانع الروبيكي سيجعل للقطن قيمة مضافة تزيد من الإقبال عليه عالمياً ويمكن تصديره مصنعاً.

ويقول حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، إن القطن المصري ذو ريادة عالمية، ويتهافت عليه جميع الدول العالمية، وبالأخص دول الاتحاد الأوروبي، ولكن في الفترات الأخيرة تراجعت أسعاره قليلاً ليصل إلى 2100 جنيه للقنطار الواحد محلياً، حيث يتم تصدير كل الأقطان الموجودة بمصر بحوالي مليون قنطار في السنة، ويوضح أبو صدام أن توقيع بروتوكولات لزراعة القطن بسماد عضوي (أورجانيك) خالي من المبيدات وعن طريق الاعتماد على طرق المكافحة الحيوية لآفات القطن مثل الديدان، سينقل القطن إلى جودة أعلى ومكانة متميزة، خصوصاً مع اهتمام الدول الخارجية والعالمية باستيراد المنتجات الطبيعية 100% وخالية من أي كيماويات ضارة، مشيراً أن العالم حالياً في تخوفات من الأمراض وحساسية الجلد التي قد تسببها الأقطان ذات الأسمدة الكيماوية. 

 ويتابع نقيب الفلاحيين، أن هذا العام تمت زراعة 180 ألف فدان من الأقطان طويلة التيلة في الوجه القبلي وأقطان فائقة الطول في الوجه البحري، ولكن يتم زراعة الأقطان الأورجانيك في مزارع تجريبية حتى يتعود الفلاح على زراعته ويتم تعميم الفكرة، حيث إن هناك بعض التخوفات من بعض الفلاحين بسبب قلة إنتاجية الأقطان الأورجانيك.

كما يؤكد الدكتور هشام مسعد مدير معهد القطن التابع لوزارة الزراعة، أن القطن المصري عموماً هو أفضل أنواع الأقطان في العالم، وإن فكرة زراعة القطن الأورجانيك كانت متواجدة منذ أعوام، وتعمل وزارة الزراعة حالياً على تجديد المنظومة والنظر على أنه سلعة لها مردودها زراعياً و تجارياً وصناعياً.   

ويتابع مسعد أن مصر تصدِّر جميع محاصيل القطن إلى الخارج بسبب عدم إمكانية تصنيعه وكان هذا يسبب تحكمات في زراعة القطن، وإهدار كميات كبيرة منه، حيث يتم زراعة 230 ألف فدان في السنة للأقطان العادية، و زراعة ألف فدان فقط من الأقطان الأورجانيك، ولكن الآن يتم استهداف زراعة من 20 إلى 25 ألف فدان قطن أورجانيك خلال الفترة القادمة، ويؤكد مسعد أن القطن الأورجانيك متواجد فى مصر وليس بجديد ولكنه باهظ الثمن، لأنه يتميز بخلوه من أي مبيدات أو مخصبات ، وكل ما يتم استخدامه فيه أسمدة و مبيدات حيوية، واتجاه دول العالم إلى الزراعة الطبيعية والمنتجات الأورجانيك شجعت مصر على الريادة في مجال الأقطان الأورجانيك وزيادة المساحات المزروعة وتعميمها،  ويضيف مسعد وبالرغم من أن تكلفة إنتاج القطن الأورجانيك مرتفعة لكنه سيجلب مستوردين جدد مثل ألمانيا التي تعد من أكثر الدول المهتمة باستيراد القطن الأورجانيك، منوها إلى أن القطن الملون أغلى ثمناً من القطن الأبيض.   

ويشير مدير معهد القطن التابع لوزارة الزراعة، إلى أن القطن المصري هذا العام لم يتبق جراماً منه دون تصدير، حيث تم تصدير 75 طن تقريباً، مؤكداً أن القطن الأورجانيك مستقبل الزراعات العضوية فى مصر.

بينما يرى صقر عبد الفتاح وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، أن التوسع في زراعة القطن العضوي (الأورجانيك) يعيد القطن المصري إلى الصدارة مرة أخرى، حيث أن زراعة الأقطان خالية من أي مبيدات ومواد كيماوية سترفع ثمنه، وبالتالي سيوفر عملة صعبة وفتح أسواق جديدة،  موضحاً أن الزراعات العضوية تتسم بالجودة العالية ولها العديد من الآثار الإيجابية على الصحة العامة والصحة النباتية والبيئية وعلى التوازن البيئي، وعليها طلب عالمي متزايد. 

 ويشير صقر إلى فتح وجذب عمالة جديدة من خلال زراعة القطن الأورجانيك، بجانب المحافظة على التربة وتقليل المخاطر التي يتعرض لها المزارعون ولها ميزة نسبية في الأسواق الأوروبية، منوهاً إلى قانون الزراعة العضوية رقم 12 لسنة 2020 والذي يخدم كافة الأطراف من منتجين ومصنعين وتجار ومصدرين ومستوردين للاستفادة من الزراعات العضوية والقطن الأورجانيك.

زراعة القطن بالشتل بنظام الري بالتنقيط  لأول مرة بدمياط