كشفت دراسة جديدة أن أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة فى الأسماك تعمل على قتل الأورام السرطانية.
أكد باحثون في بلجيكا إن الأحماض الدهنية الموجودة عادة في الأسماك تسمم الخلايا السرطانية وتتسبب في انفجارها من الداخل، متابعاً أن أحماض أوميجا 3 الدهنية تعمل على بطء نمو الأورام، مشيرا إلى أن نصف كيلو من سمك القاروص يحتوي على 250 ملي جرام من DHA أو ما يعرف بأسم أحماض أوميجا 3 الدهنية.
أضرار تناول «زيت السمك أوميجا 3» على مرضى القلب
وأكد الباحثون أن استهلاك أقل من 50 ملي جرام في اليوم يظهر فوائد في مكافحة الأمراض السرطانية .
يوضح مؤلفو الدراسة أن زيت السمك "يطغى" على الخلايا السرطانية من خلال جعلها تتأكسد ، مما يؤدي إلى موت الخلايا. باستخدام مثبطات التمثيل الغذائي للدهون ، تمكن الباحثون من زيادة تضخيم هذا التأثير ، مما أثار أملًا جديدًا في مكافحة وإبطاء حالات السرطان في جميع أنحاء العالم.
في عام 2020 ، شخص الأطباء حوالي 19.3 مليون حالة سرطان جديدة وتوفي ما يقرب من 10 ملايين شخص بسبب المرض.
أوضح فريق متعدد التخصصات من الباحثين في جامعة لوفان البلجيكية، في دراستهم المنشورة في مجلة "Seal Metabolism" الآلية البيوكيميائية التي تسمح لحمض دوكوساهيكسانويك" أو (DHA) بإبطاء تطور الأورام.
تناول «أوميجا 3» يفيد القلب والمخ ويقلل العدوانية
في عام 2016، اكتشف فريق جامعة لوفان بقيادة أوليفييه فيرون، المتخصص في علم الأورام، أن الخلايا السرطانية الموجودة في بيئة غنية بالدهون تستبدل الجلوكوز أو السكر بتلك الدهون لاستخدامها كمصدر للطاقة من أجل التكاثر.
واقترح الباحثون في تلك الفترة تقييم سلوك الخلايا السرطانية بوجود أحماض دهنية مختلفة، خلال أبحاث أستمرت خمسة أعوام ، قيم خلالها الفريق البحثي سلوك الخلايا السرطانية في كل أنواع الأحماض الدهنية الـ20، وتوصل الفريق العلمي إلى أن الخلايا السرطانية استجابت بطرق مختلفة تماما وفقا للأحماض الدهنية التي تمتصها، فيما تعزز بعض الأحماض الدهنية الخلايا السرطانية وتساعدها على الانتشار.
وكانت المفاجأة أكتشاف أن حمض دوكوساهيكسانويك" (DHA) ينجح في تسميم الخلايا السرطانية بشكل كامل وقتلها خلال أسابيع قليلة.
ويعمل السم الموجودة في حمض (DHA) على الخلايا السرطانية من خلال ظاهرة تسمى «ferroptosis» وهو نوع من موت الخلايا يرتبط ببيروكسيد بعض الأحماض الدهنية، وكلما زادت كمية الأحماض الدهنية غير المشبعة في الخلية زادت مخاطر تأكسدها.
وأكد الباحثون أن الخلايا تخزن هذه الأحماض الدهنية في قطرات دهنية، وهو نوع من الحزم التي تحمي فيها الأحماض الدهنية من الأكسدة، وفي ظل وجود كمية كبيرة من حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، فإن الخلايا السرطانية تغرق، ولا تستطيع تخزين حمض الدوكوساهيكسانويك، الذي يتأكسد ويؤدي إلى موت الخلايا.
وباستخدام مثبط استقلاب الدهون الذي يمنع تكوين قطرات الدهون في الجسم، تمكن معدو الدراسة من ملاحظة تضخم ظاهرة تسمم الخلايا السرطانية بحمض (DHA) بشكل أكبر، وهو ما يفتح باب الأمل في إيجاد علاج لمرضى الأورام السرطانية.
وتعتبر "الأحماض الدهنية الجيدة" ضرورية لصحة الإنسان، ويطلبها كثيرا أولئك الذين يحاولون تناول الطعام الصحي، كما أنها ضرورية لوظيفة المخ والرؤية وتنظيم الظواهر الالتهابية.
ثلاثة أنواع من "أوميجا 3" هي:
- حمض إيكوسابنتانويك (EPA)
- حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)
-حمض ألفا لينولينيك (ALA)
تم العثور على EPA و DHA بشكل أساسي في الأسماك وزيت السمك ، ويوجد ALA في بعض المكسرات والبذور، إنها ضرورية ، بمعنى أنك تحتاج إلى الحصول عليها من نظامك الغذائي أو المكملات الغذائية.
قالت خبيرة التغذية الدكتورة جيهان الدمرداش إن هناك فوائد كثيرة من تناول «الأوميجا 3» وتتمثل في حرق الدهون وتقوية وبناء العضلات، إضافة إلى التحكم في تجلط الدم وبناء أغشية الخلايا بالمخ، فضلا عن الحماية من أمراض القلب والسكتات الدماغية.
وأكدت أنه بالرغم من فوائده الكثيرة، لكن له أضرار فيما يخص الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب.
وأصدرت دراسة تم إجراءها عام 2014 ، ونشرت في موقع HealthDay News، أن تناول جرعات عالية من أحماض أميجا 3 الدهنية، يتسبب في مزيد من النوبات القلبية، وشملت الدراسة 374 مبحوث، عانوا من النوبات القلبية ، وتلقوا العلاج بعضهم تلقى علاج وهمي، على أنه أوميجا 3 والبعض تلقي العلاج بالأوميجا 3 زائد عن 4 جرام بعد إجراء الإختبار والتصوير المغناطيسي بالرنين عليهم.
وأشارت إلي إنه تبين أن الأشخاص الذين تناولوا الأحماض الوهمية، أقل في الالتهابات بنسبة 39% ، و كذلك أقل عرضة لإظهار تدهور القلب، و أن القلب لم يتضرر بشكل مباشر أثناء النوبة القلبية ، ويعاني الأشخاص الذين يتناولون الأوميجا 3 بنسبة أكبر من أربعة جرامات من صعوبة تعويض الأنسجة التالفة.
وأضافت أن إعطاء جرعة عالية من زيت السمك يكونون أكثر عرضة للموت بالنوبات القلبية لذلك يجب الإلتزام بالجرعة المحددة من قبل الطبيب.
