حكايات| من يؤتمن على العرض.. كوميديا ومآسي الاتفاق على «القايمة»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

«مَن يؤتمن على العِرض، لا يُسأل عن المال».. جملة كتبت على عقد قائمة منقولات لشاب وفتاة في العقد الثاني من عمرهما من قبل والد العروس، أثارت جدلا واسعاً وأصبحت الحديث السائر بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت بمثابة الطبيب النفسي الذي يستمع لمآسي الأسر ما بين المؤيد والمعارض لفكرة «القايمة». 


بدأت الرواية عندما قام أب فاضل برفض كتابة قائمة منقولات «القايمة» لزوج أبنها قائلا :«مَن يؤتمن على العِرض، لا يُسأل عن المال».. وأنه سأتمن الرجل على ابنته وعرضه هل تكون المنقولات أغلى من ابنته لكي يكتبها في عقد؟.. أجاب عن هذا السؤال قصص مأساوية من قلب محكمة الأسرة وبصورة حية لأطفال مشردين نائمين على سلم منزلهم بعد أن طردهم والدهم وليس من حق والدتهم المطالبة بعش الزوجية لأنها لم تفكر في هذا اليوم الأسود. 


علق الآلاف من المتابعين على هذه الورقة معارضين ترك الأب لحق ابنته مثل ما قال المأذون أحمد بدر :«حق البنت الذي شرعه الله مهر لها يدفع قبل الزواج ويقوم الزوج بشراء كل شيء حرفيا، لما يعمل كدة يبقى يملى صدره ويقول مفيش قايمة». 

اقرأ أيضا : حكايات| ديمتري إيفانوفسكي.. أول مكتشف دلائل وجود الفيروسات بالعالم

وأضاف بدر في منشور له على «فيسبوك» قائلاً :«مَن يؤتمن على العِرض، لا يُسأل عن المال عبارة جميلة ورنانة حلوة بصحيح يعني بس لما تشتغل مأذون وتشوف اللي تشوفه، وتلاقي حد بيقولك كدة هتديله على قفاه .. يوميات مأذون». 


وسرد أحد الأشخاص حكايته التي بدأت بطلب القرب من فتاة وقام والدها بطلب 100 ألف جنيهاً مؤخر لها، وقام شقيقه بالرفض للمبالغة في الرقم المطلوب ولكن جاء رد العريس غير متوقع حيث قام بمضاعفة المبلغ لأنه لا ينوي ظلماً لابنته، وقام الأب بالتنازل عن المؤخر وكتابة مبلغ زهيد 10 جنيهات، والآن قام الرجل بتطليق الفتاة وأصبحت تشعر بظلماً كبيراً من والدها الذي أضاع حقها. 


وكتبت سيدة أخرى قصتها مع «القايمة» في حفظ حقها من الزوج الغادر قائلة :«جوزى طردنا وحط قفل على الشقة و بعدها بشهر و شوية نزل عفشي وكان بيسرقه و القايمة هى اللى حفظت حقي أنى استلمه من القسم». 


ولكن أهل الصعيد والنوبة لهم رأي آخر، وثقتهم في تربية أبناء الصعيد مثل ما وردت أحد الروايات أن نسب الطلاق تعتبر صفر في الصعيد ولا يقوم الرجل بكتابة "قايمة" أو مؤخر، والزيجات تستمر لعقود لأن أساساها التربية الصالحة والأصل الطيب والمحافظة على النساء وعدم إهانتهم، وهذا هو المطلوب «التربية الحسنة» وحسن الأختيار. 


أما من ناحية محكمة الأسرة جاء رد أحد العاملين بها قائلاً :« أنا معترض على موقف الأب حتى لو بحسن نية، أدخلوا محكمة الأسرة وشوفوا بنات الناس اتبهدلوا عشان مكتبوش قايمة، عندنا آلاف القضايا في المحاكم بسبب استحلال الزوج للعفش». 


ومن هنا تأتي الجملة الثانية التي تحدد أسس التعامل في الزواج للرد على موقف الأب وهي :« لا تُفرطوا في الحقوق ولا تُغالوا فالحق أحقُ أن يُتبع».. لأن لا أحد يعلم الغيب فسبحان مقلب القلوب في ليلة وضحاها يصبح الحبيب عدو والعدو حبيب فحفظ الحق للفتاة ليست جريمة ولا إهانة لها ولكن هو حفاظ عليها من غدر الأشخاص مع الزمان وليس تخويناً له. 

 

القايمة