إنها مصر

الرؤية المصرية الواضحة

كرم جبر
كرم جبر

لا أنسى ما قاله وزير الخارجية الأمريكى الأسبق كولن باول أن الربيع العربى سيحول المنطقة إلى جنة الديمقراطية التى تهب نسائمها لتشمل جميع الدول، واتضح بعد ذلك أنها جهنم التى تقذف ناراً ولهيبًا من خلال الاقتتال والمعارك.
ولا أنسى ما أدلت به كوندليزا رايس عندما قالت إن المعارك الدينية ستستمر فى الشرق الأوسط لمدة 30 عامًا مثلما حدث فى أوروبا لإنهاك المجتمعات العربية، ليتفقوا فى نهاية الأمر كيف يحكمون أنفسهم، ونفس الوسائل التى استخدمتها الجماعات الإرهابية فى أوروبا تستخدمها داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة، فالإرهاب هو الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا جنسية.
هم يقومون بهدم الدول بالحروب حتى يستنزفوا خزائنها فى شراء الأسلحة، ثم يشرعون ببنائها ليستنزفوا خزائنها مرة أخرى فى إعادة الإعمار.
وجاءت الرؤية المصرية واضحة من خلال تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى التى تستهدف إيقاظ الدولة الوطنية وترسيخ مؤسساتها، خصوصاً الجيوش الوطنية بعد أن أثبتت التجارب أنها العمود الفقرى، وتنهار الدول تماماً بانهيارها.
إيقاظ الهوية الوطنية والدولة الوطنية التى تعتز بنشيدها وعلمها هى الحل، لأنها القادرة على إحياء الشعوب، وما حدث فى المنطقة خلال الربيع العربى هو قتل للدولة الوطنية وفى صدارتها الجيوش الموحدة، وصمدت مصر ووقفت على قدميها بفضل الله وجيشها الذى تصدى للمؤامرات وخلفه المصريون المحبون لوطنهم.
ومن أخطر القضايا استغلال الأديان فى إشعال الحروب بعدما حاولت الجماعات الإرهابية ومازالت تحاول خلق حالة من العداء مع من يختلف معها، ونشر الأفكار السوداء بأن الانتماء لا يجب ألا يكون للوطن بل للخلافة لاستعادة الأمجاد الزائلة، ولو فكرنا قليلًا فسنجد أن الأمجاد التى يريدون الوصول إليها هى أنقاض الأوطان.
وخلال مظاهرات تلك الجماعات فى سنة حكم الإخوان، شاهدنا الأطفال يتشحون بوشاح كتب عليه "مشروع شهيد"، وكان ضرورياً أن تمتد يد الدولة لدور الحضانة والمدارس الدينية التى تعلم النشء العنف، بعيداً عن مقاصد الإسلام وتعاليمه.
علموا أولادكم ما ينفعهم ليكونوا رجالاً يدافعون عن أوطانهم، وليسوا إرهابيين يقتلون ويحرقون ويدمرون.
دستور مصر هو الأمن والسلام ومن يدخلها زائرًا فأهلاً به ولكن من يأتيها معتدياً فسيدفن فى أرضها، ومصر مستهدفة من الإرهاب ووقوفها بجانب أشقائها هو الحل الناجح للتعاون المشترك واقتلاع هؤلاء الإرهابيين.. ولا خلاص من الإرهاب إلا باستعادة الدولة الوطنية ومؤسساتها حتى تدافع عن أبناء شعبها.