هنا مدرسة بحر البقر.. ذكرى «ندالة وغدر» إسرائيل ضد الأطفال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

صباحُ مفزع امتلأت أجواءه برائحة الدم والغدر.. غدر إسرائيلي معتاد راح ضحيته أطفال أبرياء لأمهات انفطرت قلوبهن على فذات أكبادهن.

 

استيقظت مصر في صباح الثامن من أبريل عام 1970 على قصف الطائرات الإسرائيلية لمدرسة بحر البقر الواقعة في مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، وأسفر هذا الهجوم عن مقتل 50 طفلا وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة بالكامل.

اقرأ أيضا| «عمر خيرت» .. بدأ بالدرامز وتزوج 5 مرات

جاء ذلك الهجوم المروع كرد صريح من الجانب الإسرائيلي ليحيل بينه وبين أي محاولات للسلام كانت تسعى إليها الدول العربي في ذلك الوقت وكأنه يضع الحرب خيار أول ووحيد أمام جميع الأطراف.

 

صحيفة أخبار اليوم في عددها الصادر في الحادي عشر من أبريل 1970نشرت بعض من آراء المجتمع الدولي تجاه ذلك الهجوم الوحشي؛ حيث تصدرت الصفحات الأولى من جريدة التايمز البريطانية استنكارا شديدا، مؤكدة أن توغل الطائرات الإسرائيلية داخل مصر يثير اشمئزاز الرأي العام العالمي تجاه تل أبيب وأن استمرار ذلك النوع من الغارات في دلتا النيل يجعل الأمر في نهايته أكثر سوءاً علي الجانب الإسرائيلي.

 

وفي باريس، قالت صحيفة لا ناسيون إن إسرائيل أخذت تتصرف كما لو كانت قد قررت اختيار الحرب طريقا لها مؤكده على أن أي مشاورات تجري لتحقيق السلام في المنطقة يتعارض مع أهدافها ومصالحها.

 

كما نددت صحيفة لومانتية بضرورة استيقاظ ضمير أولئك الذين ينادون بزيادة شحنات الأسلحة لإسرائيل لأن واقعة بحر البقر ليست الأولى من نوعها فكان قد سبقها واقعة مصنع أبو زعبل وأن كل تلك الانتهاكات دليلا قويا على أن حكومة جولدا مائير اختارت لغة الحرب كلغة أساسية غير قابلة للتغيير مع الدول العربية.

 

يذكر أن واقعة مصنع أبو زعبل كان قد راح ضحيتها 70 شهيدا من العمال جراء الغارات الجوية الإسرائيلية.

 

وما بين الاستنكارات التي عارضت هذا الهجوم الشنيع ووصفته باللانسانى جاء الرد الإسرائيلي بأن الخطأ يعود على مصر لكون موقع المدرسة قريب من القواعد العسكرية ولكن الحقيقة أن كل تلك الغارات جاءت كرد فعل للغارات المصرية على عمق سيناء مما كان يشكل تهديدا على الجانب الإسرائيلي.

 

وفي الأمم المتحدة سادت بين وفود الأعضاء موجة من الغضب الشديد تجاه تكرار مثل الانتهاكات من الجانب الإسرائيلي مؤكدين أن هذه الأفعال تعتبر تحديا واضحا للأمم المتحدة والرأي العام العالمى وأن إسرائيل بهذه الأفعال تضع أمريكا في ورطة خاصة بعد دعمها الدائم لها الأمر الذي يضعها كشريك أساسي في هذه الجريمة.

 

بالرغم من أن الموقف الرسمي الدولي كان سلبيًا ولم يتحرك على النحو المطلوب، تسبب تأثير الرأي العام في إجبار الولايات المتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية على المواقع المصرية.

 

 يذكر أنه بعد مرور 43 عاماً على الحادث وتحديدا في أكتوبر 2013 قام العديد من ضحايا الحادث برفع دعوى قضائية مطالبة إسرائيل بتعويض أسر شهداء ومصابي المجزرة مادياً ومعنوياً بما لا يقل عن التعويضات التي حصلت عليها إسرائيل عما يسمى بالهولوكست من ألمانيا.

 

وأكدت الدعوى أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وضد السلام تخضع لقوانين ثابتة، وعليها تم إنشاء محكمة جرائم الحرب الدولية، وأن حق الضحايا أيضاً لا يسقط بالتقادم طبقاً للأصول والتعويضات التي استقر عليها المجتمع الدولي، حيث أن إسرائيل حصلت على مليارات الدولارات من ألمانيا مقابل ما أصابها مما تسمى بالجرائم ضد الإنسانية، والمعروفة باسم تعويضات الهولوكوست، وأن ضحايا حادث مدرسة بحر البقر لهم الحق نفسه في الحصول على تعويضات لا تقل عن التعويضات التي حصلت عليها إسرائيل عن موقعه الهولوكوست.

 

المصدر : مركز معلومات اخبار اليوم