وهم إسرائيلي.. عندما تحدث «السادات» عن ثغرة «الدفرسوار» وخلافه مع الشاذلي

الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية
الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية

الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة من 16 مايو 1971 حتى 13 ديسمبر 1973, ومؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر في عام 1954.

يعتبر الفريق سعد الدين الشاذلي، الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973 وهو واضع خطة العبور كاملة، وفي أكتوبر 1973 وأثناء المعارك حدث خلاف بينه وبين السادات قام على إثره بالاستقالة من رئاسة الأركان.

وفي حديث مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات في جريدة أخبار اليوم في 2 أبريل عام 1974 كان هذا الحوار:

اقرأ أيضا| تشيكوسلوفاكي يضحي بحياته لمصر.. كيف كان رد الجميل؟

- قال له المحرر لنتحدث عن قصة الشاذلي:

 تردد الرئيس الراحل أنور السادات لحظة ثم قال: تقصد "الدفرسوار"؟ (وثغرة الدفرسوار أو الثغرة هو المصطلح الذي أطلق على حادثة أدت لتعقيد مسار الأحداث في حرب أكتوبر، كانت في نهاية الحرب حينما تمكن الجيش الإسرائيلي من تطويق الجيش الثالث الميداني)

- قال المحرر: قبل الدفرسوار، يقول الخبراء العسكريون إن خلافا نشأ بين المشير إسماعيل واللواء الشاذلي بعد خمسة أيام من القتال أي يوم الخميس 11 أكتوبر؟

كل هذا الكلام هو استنتاجات لا أساس لها ولم يكن لها أي أثر على سير المعركة فقد كنت أنا أمسك العملية بنفسي، نحن حريصون على عدم الانتقاص من كفاءة الشاذلي، كانت له اجتهادات بعضها أصاب وبعضها أخطأ.

ثم قال الرئيس الراحل: الذي حدث بعد أن ألقيت خطابي في مجلس الشعب يوم 16 أكتوبر أن ذهبت مساء إلى مكاني في غرفة العلميات وكان المشير إسماعيل إلى يميني واللواء الشاذلي إلى يساري، وقلت للشاذلي في هذا الاجتماع عليك أن تكون بعد ساعة ونصف في الإسماعيلية لتنفذ المهمة التي اتفقنا عليها، وهي فرض طوق حول بحيرة الدفرسوار بحيث نترك اليهود يدخلون إلى المنطقة ولكن ليس خارجها.

ثم أكمل: عملية الدفرسوار عملية مسرحية وقد سبق لي أن عممت توجيها محددا وجهته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة قبل المعركة بخمسة أيام بأن يكون قادة الجيش في منتهى البرود لأن الإسرائيليين سيلجئون إلى عمليات تليفزيونية، مسرحية، ينزلون في نقطة منعزلة في العمق من أجل الإرباك ويصطحبون معهم المصورين والتليفزيون ويذيعون على الهواء بأنهم نزلوا واستولوا واحتلوا.

ومثل هذه الأعمال المسرحية تتم بسرعة على طريقة الحرب الخاطفة وتهدف إلى إحداث انهيار نفسي، والرد على مثل هذه العمليات معروف فنحن نشبهها بماكينة مليئة بالتروس تدور بسرعة فلو استطعت أن تضع بين هذه التروس حصاة صغيرة فستقف الماكينة وتنكسر هذا تشبيه عسكري معروف عندنا.

ويستطرد قائلا: وعندما وقعت عملية الدفرسوار أدركت من البداية أنها من هذا النوع، والذي حدث أن المشير إسماعيل اتصل بي في الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة 19 أكتوبر وذهبت، وإن رأى الشاذلي أن علينا أن ننسحب من سيناء، ودرست العملية فوجدت أن التوسع الاسرائيلي ليس مخيفا والدليل أنني استطعت أن أوقف القتال عند خد 22 وهو الخط الذي كان يسميه دايان والعسكريون الإسرائيليون "المصيدة".

لم يكن الشاذلي يعارض وقف إطلاق النار كما يشيعون كان يطالب بانسحاب القوات كلها، وهذا هو هدف اسرائيل من عملية الدفرسوار، أن انهار وأسحب قواتي إلى الشرق، وبعد أن أخذت قرار إعفاء الشاذلي من منصبه عينت مكانه الجمسي رئيسا للأركان وأبقيت هذا القرار سرا طيلة شهرين، وهذه قصة الشاذلي.

- إذن، ما السبب وراء تعينك له سفرا لمصر في لندن؟

لأن الرجل عبر واقتحم خط بارليف وسوف أذكر دائما أن المراسلين الأجانب كتبوا أيام المعركة أن نظام المرور في الجبهة كان أفضل من نظام المرور في القاهرة وكان هذا جهده.

والفريق سعد الدين الشاذلي عين بعد الحرب سفيرا لمصر في بريطانيا ثم البرتغال، وأعلن عن معارضته الشديدة لمباحثات كامب ديفيد واستقال من منصبه وسافر للجزائر طالباً حق اللجوء السياسي، ثم عاد إلى مصر في عام 1993 بعد أن صدر ضده حكما عسكريا ولكنه نال عفو شامل، وعاش بعيدا عن الأضواء حتى وفاته في 10 فبراير 2011.

ولد في 1 أبريل عام 1922 بقرية شبراتنا في محافظة الغربية، وكان أصغر طالب في دفعته في الكلية الحربية وتخرج برتبة ملازم في سلاح المشاة، شارك في حرب فلسطين 1948، وشارك في الحرب العالمية،و تزوج الشاذلي في 13 ديسمبر 1943 من زينات محمد متولي السحيمي ابنة محمد متولي باشا السحيمي مدير الكلية الحربية في ثلاثينات القرن الماضي وأنجب 3 بنات هن: شهدان وناهد وسامية.