نجا بمعجزة.. سر الرجل الذي انفجرت بجواره القنبلة الذرية

نجا بمعجزة.. سر الرجل الذي انفجرت بجواره القنبلة الذرية
نجا بمعجزة.. سر الرجل الذي انفجرت بجواره القنبلة الذرية

هل تخيلت للحظة أن تكون جالسًا ثم تسقط إلى جوارك قنبلة نووية ثم تنجو من الحادث بمعجزة إلهية.. هذا ما حدث عندما أسقطت طائرة أمريكية القنبلة النووية الأولى على مدينة هيروشيما يوم 6 أغسطس عام 1945، وتبع ذلك هجوم ثاني في وقت آخر على مدينة ناجازاكي.


 
وفي 12 أكتوبر عام 1945 نشرت جريدة أخبار اليوم من لندن حديثا تم مع الرجل الذي انفجرت القنبلة بجواره يتحدث فيه عن أهوال هذه اللحظة.

 

زار أطباء أمريكيون وبريطانيون مدينتي هيروشيما وناجازاكي لدراسة مدى تأثير القوى الإشعاعية في القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على هاتين المدينتين.

 

وقد ظلوا بضع ساعات يفحصون القس كلينشورج وهو الرجل الوحيد الذي قدر له أن يعيش بالرغم من أن القنبلة الذرية انفجرت على مسافة 500 ياردة منه.

 

اقرأ أيضًا| 15 مارس.. 99 عامًا على إنهاء الاحتلال البريطاني لمصر 

 

وتعد حياة هذا القس إحدى معجزات الطب في العالم وستظل حالته موضع دراسة الأطباء والعلماء فهو من القلائل بين سكان هيروشيما وناجازاكي الذين نجوا واستطاعوا أن يدلوا ببيانات ومعلومات وثيقة عن انفجار القنبلة الذرية والأهوال التي شهدتها هاتان المدينتان في الأيام التالية لكارثة الانفجار.

 

ويروي القس كلينشورج قصته فيقول: "كنت أجلس في إحدى قاعات الكنيسة بهيروشيما في الساعة الثامنة والربع من صباح يوم 6 أغسطس عندما انفجرت القنبلة الذرية لأول مرة في التاريخ فنشرت الدمار والخراب في جميع أنحاء المدينة في أقل من ثانية، ولقد شاهدت جدران الكنيسة تهتز اهتزازا عنيفا وإذا بقوة هائلة تجذبني من الكرسي وتقذب بي إلى الأرض وتطير حذائي في الهواء، ولكني لم أجرح وإن كنت قد أصبت ببعض الخدوش والرضوض فقط".

 

وقد روي أن نافذة غرفته في الكنيسة كانت صغيرة جدا ولعل هذا هو السبب في أنه لم يحترق بلهيب القنبلة مثلما احترق سواه، كما أنه ظل شهرا في مدينة هيروشيما يعمل مع العاملين في رفع الأنقاض والبحث عن القتلى والجرحى، وأنه كان لا يشعر بشيء في الأسابيع الأولى إلا أن صحته أخذت تسوء شيئا فشيئ.

 

واستكمل حديثه قائلا: "اذكروا دائما أني أدين بحياتي للراهبة ماري هاس المشرفة على مستشفى سيبويان في طوكيو، فلقد قضيت فترة دون علاج من 6 أغسطس إلى 12 سبتمبر وهذه الفترة هي التى ألهبت جراحي، فقد كنت أشعر بهزال شديد وحمى مرتفعة حتى أنني كنت أسير إلى المستشفى شاحب اللون مترنحا كالسكران، أما جروح قدمي فقد نشأت من سيري الساعات الطويلة عقب انفجار القنبلة عاري القدمين وسط أنقاض هيروشيما وبين الخراب والحرائق التي كانت ملتهبة في كل مكان".

 

واختتم كلينشورج حديثه قائلا: "كل شيء على ما يرام الآن ولكني لا أزال أرى نصب عيني بريق القنبلة الأزرق واللهب المشتعل ثم الظلام الدامس والأعاصير الشديدة، ومن الصعب أن أنسى صياح الناس وعويلهم عقب انفجار القنبلة، أو مشهد عدد من الجنود اليابانيين وقد أمسك كل منهم بالآخر على ناصية الطريق وهم يبكون".

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم