جمال الشناوي يكتب: رئيس بنكهة الثورة

جمال الشناوي
جمال الشناوي

لو راجعت تاريخ عصابة الإخوان على مدى تاريخهم.. ستجد تلالاً من الأكاذيب على مدار عقود طويلة من لحظة ميلادها عام 1928.. حتى أصدر الشعب المصرى قراره وكتب نهايتها في عام 2013.. لن تجد كلمة واحدة صادقة غير تلك التي رددوها بعد اختيار عبدالفتاح السيسي« وزيراً للدفاع بنكهة الثورة».

واليوم وبعد سنوات من انحياز الرئيس السيسي لإرادة الشعب، ثم انتخابه رئيسا لمصر أستطيع أن أجزم بأنهم صادقون لمرة واحدة في تاريخهم الملوث بكل آيات الكذب والخداع والإتجار بالبسطاء.

ثار الشعب على عصابة الإخوان ومندوبها في قصر الحكم.. سقطت عنهم أوراق التوت التي تستر سوءاتهم.. زالت الأقنعة مع كل يوم لهم في السلطة.. وفى تلك الأيام القاسية على بلادنا، كانت مصر هدفاً لصناع الفوضى عبر الأطلنطي، وما تسريبات وزيرة خارجية أمريكا هيلاري ببعيدة.. ربما كانت أعظم أعمال الرئيس السابق دونالد ترامب عندما أزاح الستار عن أسرار ما كان يدور في دهاليز الإدارة الديمقراطية في واشنطن.

المهم تابعت مثل غيرى من المصريين ثورية الرئيس السيسي، في كل سنوات حكمه ومنذ اليوم الأول كان الرجل حاسماً لا يقبل الحلول الرمادية التي لا تثمن ولا تغنى من جوع.

منذ القرار الثورى الأول بتحرير سعر الصرف.. وحسب ما سمعت أن كثيرين طالبوا الرئيس بالتمهل أو التأجيل، إلا أنه وبعد استدعاء كل الخبراء وسماع عشرات المستشارين، لم يكن هناك طريق غير تصحيح أوضاع تراكمت وهدمت كل إمكانية لصناعة مستقبل يليق بأقدم بلاد العالم حضارة.

كما قلت سابقاً في أحد مراكز التفكير في أقصى الشمال الأوروبي سمعت وشاهدت من يتحدثون عن الشعب المريض.. وأن الملايين منه يحملون أكباداً ممتلئة بالفيروس.. وحددوا النسبة  يومها بـ 12 .. تعجبت كثيراً من عمليات التشريح الواسعة النطاق التي تعرضت لها مصر على مدى عقدين سابقين لـ يناير 2011.

وكان الرئيس السيسي صارماً حازماً في ضرورة إزالة الآلام والفيروس من أكباد المصريين.. وانطلقت حملة باتت نموذجاً عالمياً في القضاء على الفيروس وإنقاذ حياة الملايين.

في سنوات الفوضى وعام  حكم الإخوان.. عادت مصر إلى سنوات الظلام.. ولا يجب أن ننسى مشاهد نراها الآن في البلدان التي طبقت فيها الديمقراطية قصراً وبالإكراه.. ظلام دامس لأغلب المناطق حتى المستشفيات كان الأطباء يستخدمون الشموع في غرف العمليات لإنقاذ حياة المرضى.

كان الرئيس السيسي مقاتلاً في غرف الاجتماعات مع مساعديه.. تنتهى مشكلة الكهرباء.. وانطلق الرجل يفاوض ويتابع حتى باتت مصر من الدول المصدرة للكهرباء.

وقبل أسابيع كنت أتابع لما يدور فى لبنان التى تعيش الديمقراطية التفصيل في لبنان والعراق وحتى تونس.. وأسمع همس بعضهم بحلم تكرار التجربة المصرية في حل أزمات الطاقة.

ما من أزمة مزمنة عاشتها مصر منذ نكسة يونيو 1967.. إلا وتصدى لها الرئيس السيسي بنفس الثورية في الأداء والحزم في العلاج والتنفيذ.

قطاعات الصحة والتعليم التي كانت تجارة رائجة ومربحة للنخب السياسية طيلة عقود، باتت الآن على رأس حلول الرئيس الثورية.. مئات المستشفيات دخلت الخدمة.. ولم يجد بدأ من التأمين الصحى، حتى يتساوى الشعب في تلقى العلاج والدواء دون تمييز.. وهى المرحلة الأولى من المشروع الأضخم في تاريخ الصحة والطب المصري، وحتى في كل دول العالم الثالث.. دخلت حيز التنفيذ وطالعت قبل يومين أن بورسعيد -محافظة التجربة- تلقى أهلها أكثر من 600 ألف خدمة طبية ما بين جراحات كبرى ومتوسطة وصغيرة خلال عام المشروع الأول.

ربما كان الرئيس حاسماً في ضرورة اختصار زمن المشروع من 15 عاماً إلى 10 سنوات، رغم الأعباء المالية الهائلة.

وعن التعليم خلال أيام يعقد البنك الدولى مؤتمراً دولياً لعرض تجربة مصر في تطوير التعليم.. وخلال سنوات  قليلة تمت إضافة مئات المدارس وعشرات آلاف الفصول لعلاج آلام الكثافة.

الحقيقة أن الرئيس السيسي الذى يخوض غمار تحديات جسام في الداخل والخارج.. لا توجد كلمات توفيه حقه من العرفان، فسيسجل له التاريخ تنفيذ أكبر عملية عبور لمصر، إلى النور من الظلام.. وإلى الحياة بعد الموات.

علينا جميعاً أن نضم الصفوف، ونرتقى فوق مصالح شخصية ضيقة، وأن نتوقف عن التجارة بآلام الناس.. فكثير من النخب الفاسدة التي أكلت على كل موائد أهل الحكم.. هم أكثر الناس حديثاً عن العدالة والمساواة.. وهم الأكثر صرامة في تطبيق القوانين على البسطاء.

ولعل خير شاهد على ذلك هو حال الريف المصرى وأكثر من 55 مليون إنسان من أهلنا.. عقود طويلة سقطوا في براثن الإهمال والجمود الذى عاشته مصر، وكأن الدولة لا تبالى بأهل الريف إلا في مواسم الانتخابات.. ولم يستيقيظ ضمير مسؤول كبيراً أو صغيراً، لملايين يعيشون بلا أدنى حقوق للإنسان الطبيعي.. ولست في حاجة إلى وصف تلك  الحياة فأنا من أهل الريف.. شاهدت وعشت في بيوت بلا مياه شرب.. ولا صرف صحى آدمى.. وحدة صحية متهالكة مدارس يتكدس بها آلاف التلاميذ ويتم تقسيمها إلى فترتين أو ربما ثلاث فترات.

ليس هنا أكثر ثورية من مشروع القرن.. وانزلوا إلى القرى لتروا بأنفسكم ثورة التعمير التي تجرى على قدم وساق.. بتكلفة تفوق الـ 200 مليار جنيه.

أخيراً

ما زلت أحلم بصناعة نخبة جديدة مطهرة من أحقاد وانتهازية الماضي.. وكما قال عميد الأدب العربى طه حسين..«لم تعد السلفية فقط تلك الجماعات القادمة من عمق التاريخ، لكن السلفية تطورت وانتشرت وتوغلت حتى بين صفوف الشيوعيين الباقين، أو إلي ساروا حتى كثير من الليبراليين باتوا يتدثرون بعباءة السلفية السياسة».