إنها مصر

دعوة للأزهر والأوقاف

كرم جبر
كرم جبر

القضية التى طرحتها وزيرة الهجرة نبيلة مكرم فى الندوة التى عقدها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام خطيرة جداً: عدم وجود مساجد للمصريين فى الخارج، خصوصاً الدول الأوربية وأمريكا !

الكنائس القبطية فى الخارج لها شكل مؤسسى منظم، وتخضع للكنيسة القبطية فى مصر، وتقدم خدمات كبيرة للمصريين جميعاً وتشعرهم بأنهم فى أجواء مصرية، وتقوم على التبرعات التى يقدمها الميسورون فى تلك الدول.

الأقباط فى الخارج يجدون مكاناً يذهبون إليه فى الأعياد ومختلف المناسبات، وتلعب الكنائس دوراً مهماً فى ربطهم بوطنهم الأم، ومساعدتهم فى مختلف الظروف.

الوضع بالنسبة للمساجد مختلف، فمعظمها تحت سيطرة الإخوان أو الدول الخليجية أو الإسلامية، ويضطر المصريون للذهاب إليها لعدم وجود غيرها، مع احتمال أن يقعوا تحت سيطرة اتجاهات متطرفة أو دعاية مضادة لبلدهم، ويحدث هذا كثيراً.

ليس مقصوداً من الدعوة لوجود مساجد للمصريين فى الخارج أن يكون لها شبهات أى دور سياسي، أو الدعوة لنظام معين، وإنما مساجد يذهب إليها المصريون للصلاة وأداء العبادات فى مختلف المناسبات.

المفترض أن يكون أئمتها والعاملون فيها من الدارسين فى الأزهر ووزارة الأوقاف، ليقدموا فكراً إسلامياً صحيحاً، يعتمد الوسطية، ويبتعد عن كل الاتجاهات المتطرفة.

الفوائد كثيرة وأهمها، ربط أبناء الجيلين الثانى والثالث بوطنهم، وحمايتهم من الأفكار المتطرفة، ونشر الأفكار والمبادئ الإسلامية الصحيحة، وتقديم الخدمات الاجتماعية والمساعدة فى الحالات العاجلة والطارئة.

الموضوع يحتاج للمناقشة:

● من حيث الفوائد التى تعود على المصريين فى الخارج، وإحساسهم بأنهم تحت مظلة مؤسسات دينية مصرية، تقيم الشعائر الصحيحة وتدعم عملية التقارب الروحى من بلدهم.

● ومن حيث المساهمات المالية فى إقامة هذه المساجد والإنفاق عليها، والتبرع للخدمات التى تقوم بها، بحيث لا تشكل عبئاً وتكون مستقلة فى مواردها.

● ومن حيث الدعاة الذين يقومون بالعمل فيها، وهل من الأفضل أن يكونوا من الأزهر والأوقاف، أم من الأفضل أن يبتعدوا عن الشكل الرسمى المباشر؟

● ومن حيث أهدافها والخدمات التى تقوم بها، ويجب أن تبتعد تماماً عن كل ألوان العمل السياسي، وتقتصر على الدعوة ونشر الفكر الصحيح.

● ومن حيث تدعيم العلاقات مع الدول التى تعمل فيها، فى إطار قوانينها ونظمها، ولا تشكل مناطق مغلقة تثير الريب والشكوك لدى الناس فى تلك الدول.

الفكرة تحتاج للمناقشة والحوار، وأن تأخذ الطابع غير الرسمي، فربما كانت مفيدة للمصريين فى الخارج، وتفتح قنوات للتواصل والربط مع بلدهم، خصوصاً الجيلين الثانى والثالث، الذين لا يعرفون عن مصر، إلا ما يسمعونه من جهات معادية.