«السيرما».. حرفة تراثية بالمنوفية تنتشر في القاهرة التاريخية

 إقبال كبير على معرض الحرف التراثية
إقبال كبير على معرض الحرف التراثية

تنتشر ورش إنتاج السيرما والتي تعتمد في فنونها على الكتابة المزخرفة على القماش بعدد من المنازل بقرية شما التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، منذ عقود طويلة.

وتساهم منتجات تلك الورش من أعمال التطريز والكتابة على اللوحات المزركشة للآيات القرآنية والرسومات الإسلامية في إشاعة الجمال والذوق الرفيع في كل أعمالها والتي تجد إقبالا كبيرا لاقتنائها بعد عرضها بمناطق الحسين وخان الخليلي والمزارات الدينية بالقاهرة التاريخية.

وكانت قرية "شما" نموذجا يحتذى به بين محافظات الوجه البحري في مجال أعمال السيرما، وظلت منتجات القرية صامدة أمام هجمة التكنولوجيا الحديثة وإنتاج الماكينات وانتشار المقلد الوارد من خارج البلاد حتى بدأت هذه الحرفة تعاني مخاطر الاندثار بمرور الزمن.

بداية يقول محمد خليل، من أشهر العاملين بحرفة السيرما وصاحب ورشة قديمة للمشغولات اليدوية: "كان لدينا حركة ونشاط في البدايات وفتحت أبواب العمل للشباب من أبناء القرية والقرى الأخرى المجاورة لنا، حيث تعتمد السيرما على الذوق العالي في إعداد القطع قبل توريدها للتجار، حيث بدأت هذه الحرفة في بلادنا بالتعاون والمساهمة في إعداد كسوة الكعبة المشرفة وهي من الأمور التي توارثناها عن أجدادنا".

وأضاف: "ساهمت تلك الحرفة في تعليم الشباب لقيم الصبر والدقة والإتقان في شغل التطريز وإعداد وانتقاء أجمل الألوان أثناء العمل، وقد طالب أصحاب الورش بدمج أصحاب هذه الحرفة في المعارض وخلق فرص تسويقية لبيع المنتج لمواجهة الكساد، لاسيما وأن هناك دولا منافسة لنا في إتقان فنون هذه الحرفة كالهند وبلاد المغرب العربي وبصفة خاصة دولة تونس الشقيقة".

وانتشرت حرفة السيرما مع أوائل الثمانينيات، واستخدمت في إعداد البادجات والكابات ثم اتجهت إلى الآيات القرآنية وكان الانتشار محدودًا في البدايات وتضمن التوسع في إعداد رسومات باب الكعبة المشرفة والخشخان وتوريدها لخان الخليلي وحققت مكاسب كبيرة آن ذاك لأصحاب الورش.

ويقول سمير علي −عامل− أعمل في تلك الحرفة منذ تخرجي من الجامعة ونعاني من صعوبة التصدير مباشرة إلا من خلال وسيط أو استحواذ التجار على منتجاتنا مقابل أسعار زهيدة وتنتشر بقرية شما صناعات تكميلية كثيرة تعتمد عليها حرفة السيرما بشكل مباشر مثل الخطاط والرسام والقماش وبائع الخيوط، حيث إنها من القرى المصرية القديمة التي تعاقبت عليها عصور وحضارات مختلفة إلا أنها ظلت محتفظة ببصمتها التراثية المميزة.