كل يوم

محمد شاكر والصحافة

طارق اسماعيل
طارق اسماعيل

طارق اسماعيل

  منذ أيام رحل عن عالمنا واحد من أعمدة الصحافة المصرية والسكندرية وهو مدير مكتب جريدة الاخبار السابق بالثغر محمد شاكر وربما تكون هناك اجيال عديدة لا تعرفه أو تذكره مع انه كان مدرسة خاصة فى الصحافة، نموذج رائع لأبناء اخبار اليوم فى دقة الخبر وغزارة المعلومات وروعة الأسلوب، صحفى شارك فى تغطية كل الموضوعات من فن للرياضة وثقافة وحوادث، تحقيقات وحوارات وخبطات صحفية أثارت الرأى العام كله، وقد اسعدنى الحظ فى بداية مشوارى الصحفى أن اتقابل معه واكون قريبا منه وتعلمت منه الكثير، محمد شاكر رحمه الله كان صديقا لكل عظماء مصر وكانوا يعرفونه جيدا كصحفى مميز له مكانته التى جمع فيها بين الصحافة والسياسة فهو القريب للغاية من ابناء واشقاء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وواحد من المقربين للرئيس السادات وهو المندوب الرئاسى الخاص لمبارك بالاسكندرية، وهو ايضا زوج النائبة وداد شلبى رحمها الله لذلك كانت كل قيادات مصر تعرفه من رئيس مجلس الشعب إلى الوزراء والمحافظين، مسئولين كبار، رجال فكر وفن وثقافة الكل كان يجتمع فى مكتبه الذى اصبح ملتقى لنخبة الاسكندرية وهو كريم العطاء سواء مع احبائه او تلاميذه اذكر له بكل اعتزاز أنه كان يقدمنى لشخصيات لم اكن اتوقع أن اقابلها فى بداية حياتى ومع ذلك قدمنى بحب بل وزكنى بقوة عند المسئولين رغم اننى فى صحيفة منافسة، هكذا الفقيد الراحل الصحفى الذى نحتاجه حاليا، المتواضع رغم ثراء عطائه، المحب للخير والآخرين، القوى فى الحق والمدافع عن زملائه والذى يملك امكانيات خدمتهم. لانريد صحفيين شعارات او قدرات محدودة  فالصحافة اصبحت فى امس الحاجة لنموذج محمد شاكر من جديد الصحفى الذى يعرف قيمة المهنة ويدافع عنها. رحم الله الاستاذ والمعلم محمد شاكر واحد ممن تعلمت منهم الكثير وسأظل اذكر بأنه مدرسة خاصة فى الصحافة.