عرف الفنان القدير شكرى سرحان فى سنواته الأخيرة التى كاد أن يختفى فيها من الشاشة الكبيرة بالالتزام فى اختيار الأدوار التى تعرض عليه بعناية تتفق مع القيم الإنسانية التى يرى أنها كادت أن تندثر بمتغيرات طرأت على الثقافة المصرية من الخارج، وأوضح الفنان الكبير وجهات نظره فى هذا الحوار :
لو جاتلك تذكرة سفر هدية اكتب البلد الذى تحب السفر إليه..ولماذا ؟
- الحقيقة وبكل صراحة أمام الله إن أنا بحلم بإنى أرجع اروح الكعبة تانى وأحج تانى، دى عندى أمنية وأسأل الله أن يكتبها لى السنة الجاية إن شاء الله.
شيك على بياض.. اكتب المبلغ وهتصرفه فى إيه ؟
- أكتب مليارات النقد العربى كله لإنقاذ إخوتنا فى البوسنة والهرسك.
حدثنا عن يوم فى حياتك لن تنساه ابداً ؟
- أيام كتير، فمثلا يوم ما اتجوزت كان يوم بالنسبالى ليه مفعول السحر، لإنى قعدت كام سنة من غير ما أتجوز وطبعا مكنتش قديس مع الأسف يعنى.. فما صدقت إن أنا حسيت حلاوة الحب الصادق، الحب اللى هو بقى حب الزوجة والحياة الطاهرة المطهرة.
> لو كنت تعيش فى الماضى، فما هى الشخصيات التاريخية التى تتمثلها ولماذا ؟
- هقولك مين ولا مين.. يعنى أحب أتمثل الأخلاق والسيرة الطيبة من أول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، وسيدنا أبو بكر، وسيدنا عمر، وسيدنا على بن أبى طالب، وسيدنا عثمان بن عفان، وأحب أتمثل شخصية عمر بن عبد العزيز لأنها شخصية فريدة، وأنا قريت إنها بتجسد حالياً فى الدراما التليفزيونية وأدعو للناس اللى بيعملوها إنهم يظهروا عمر بن عبدالعزيز كما هو لأنه شخصية مضيئة، رجل كان فى قمة الثراء وبعدين لبس الخيش، ولعب دور عظيم فى المثل الأخلاقية والعدل والقيم التى نفتقد الكثير منها الآن.
> لو كنت تعيش فى الماضى فما هى الشخصيات النسائية التى تحبها وتتزوج منها ولماذا ؟
- أقولك مين ولا مين ولا مين، يعنى أقولك مثلا الفاضلة أسماء بنت أبى بكر، اللى جالها ابنها يقول لها : "أنا هأُهزَم ولما أُهزَم هيقطعونى "، فتقول له : " وهل يضير الشاة سلخها بعد ذبحها "، وتدفعه إلى القتال وهى تعلم أنه سوف يقتل ويمثل به ويظل مصلوبا ٣ أيام، وهى أم تذهب لتراه وما تبكيش، تقف وتبص وتقول " أما آن لهذا الفارس أن يترجل ".
> فى نهاية لقائنا.. أحب أسألك عن شكرى سرحان الذى لا نعرفه ؟
- انا إنسان وفنان مهموم بأخلاقيات المجتمع، مشغول بواقع أمتى العربية التى تعيش الآن فى ظروف سياسية صعبة نتيجة ضغوط خارجية وتناحرات داخلية يغذيها من لا يريدون لنا الخير، وأقول ذلك من منطلق أنى ابن مصر العربية، أحد أبناء أمة لا إله إلا الله، وهذا شرف كبير لى، وأدعو الله أن اكون جديرا بتلك المسميات التى قلتها الآن، وعشت لها طوال حياتى، وأتمنى لأمتى التى أنتمى إليها أن تكون فى وضع أفضل مما هى فيه الآن لكى يكون لأبنائنا وأحفادنا مستقبل نظيف أخلاقيا واجتماعيا ويتحقق لهم رفاهية العيش بالعلم والبحث العلمى والعمل الجاد، والتكاتف لصنع مستقبل اقتصادى أفضل بين الأمم.
من « حوار بإذاعة مونت كارلو »
شكرى سرحان: أتمنى لأحفادنا الرفاهية بالبحث العلمى
