تعرف على دور بعض المعبودات في الحروب المصرية القديمة

صورة توضيحية
صورة توضيحية

لقد عدّت الملوكية وظيفة مقدسة وانعكست قدسيتها على شاغلها الذي أصبح بموجب جلوسه على العرش المقدس كأحد الآلهة فى بلاد النيل ، ولذلك فقد حرص الملوك علي أن يُصوروا المعبودات وهي في الأغلب بجانب الملك لتقدم له الحماية بالدرجة الأساسية ، كونها تتميز بالطابع العسكري السائد في البلاد اثناء الدولة الحديثة، كما أكدته شروق السيد الباحثة في التاريخ المصري القديم .

شاهد أيضا :قصة المعبوده «نفتيس».. سيدة القصر

وعلى الجانب العسكري حرص الملوك على أن يدونوا أفضال المعبودات عليهم في المعارك التي خاضوها ، ووظفوا قسماً من آلهتهم لتكون رعاةً للحرب ، كما حرصوا علي أن يُصوروا أنفسهم وهم يقاتلون أعدائهم نيابة عن تلك المعبودات أو بأمر منها ، وقد حرص الملوك في هذا العصر علي أن يسجلوا فضل المعبودات عليهم فيما احرزوه من نصر وسلطان في المعارك ، فضلاً عن تقدمها أمام الملوك في ساحات القتال.
ويظهر في أحد النصوص التي وصلتنا علي لسان المستقبلين للملك "سيتي الأول" في مدينة منف ، بعدما حقق النصر علي اعدائه في جهة الشام وهذا ما أكده أحد النصوص التي عُثر عليها في بيت شان« فبعد أن أستطاع الملك المصري القضاء علي تمرد الشاسو في جنوب فلسطين أعلنت بعض القبائل تمردها علي الحكم المصري ، مما دعا الملك سيتي الأول وهو في طريق العودة إلي الجنوب من تجهيز حملة عسكرية أرسل ثلاثة فرق عسكرية و احداهما كانت آمون ، والأخري رع ، وذلك من أجل فك الحصار الذي فرضته اقوام العابرو ومعاقبة المدن المتمردة فكان النصر حليف المصريين وبتوفيق إلهي ، إذ وقف رع إلي جانب ابنه سيتي الأول» .
ويلاحظ من ذلك أن الملك هو من قاد تلك المعارك وانتصر فيها ولكن هذا الإنتصار كان ذو بعداً إلهياً مثيولوجيا ، إذ كان المعبود "رع" هو من يخطط لذلك الإنتصار قبل وقوعه ، فضلاً عن إسهامه في تقديم الحماية والدعم للملك ، وبذلك يكون الملك قد جعل من نفسه انعكاساً للمعبود رع بالقوة والبأس والعظمة.
كما كان للمعبود "آمون" دوراً هاماً في الحروب ولاسيما بعد ان ظهر كأحد المعبودات البارزة في الأسرة الحادية عشر ، ولم يلبث أن ارتقي ليكون بمنزلة إلهاً أزلياً خالقاً في عصر الدولة الحديثة ، وخلال حكم "تحتمس الثالث" ظهرت العديد من حركات التمرد والعصيان ولذلك فقد قام الملك في البداية بزيارة معبد آمون الذي أشار إليه بالتوجه نحو بلاد الشام وأن النصر سيكون حليفهم.
كذلك من بين المعبودات التي وظفها الملوك في بلاد النيل في الحروب ذ، ويتضح أن المعبودات سواء أكانت ذكور أم أناث كان لها حضوراً في العمليات العسكرية فهي من أمرت وأسهمت بوقوفها إلي جانب الملك في معاركه ومنحته صلاحياتها واسلحتها الفتاكة ،وبفضلها تحققت لهم أهدافهم التكتيكية التي خدمت خططهم الاستراتيجية.