الأحزاب الانفصالية تفوز في الانتخابات التشريعية بكتالونيا

صورة موضوعية
صورة موضوعية

حافظت الأحزاب الانفصالية في البرلمان الإقليمي في كتالونيا على السلطة بعد فوزها بفارق ضئيل في الانتخابات التي فاز بها سلفادور إيلا مرشح رئيس الوزراء الإسباني بدرو سانشيز، وذلك بعد فرز أكثر من 90 بالمئة من الأصوات. 

وفاز سلفادور إيلا بـ33 مقعدا في البرلمان الإقليمي المؤلف من 135 نائبا، وكانت نسبة الامتناع عن التصويت مرتفعة إذ شارك 45,7 بالمئة فقط من إجمالي 5,5 مليون ناخب في الانتخاب إلى حدود الساعة 17:00 بتوقيت جرنيتش.

وعززت الأحزاب الانفصالية بكتالونيا غالبيتها في البرلمان الإقليمي ما يمكنها من الاحتفاظ بالسلطة في كتالونيا إثر انتخابات طغت عليها الجائحة وفاز فيها بفارق ضئيل مرشح رئيس الوزراء الإسباني بدرو سانشيز.

اقرأ أيضاً: «محفظة ذكية» 5 معلومات عن كارت المترو.. يجنبك زحام الشباك

وبعيدا من السياسة، ميزت الاقتراع مشاهد القائمين على الانتخابات بملابسهم الواقية البيضاء وهم يشرفون على تصويت المصابين بكوفيد-19 في مراكز الحجر.

وأظهرت نتائج فرز أكثر من 90 بالمئة من الأصوات، تصدر مرشح سانشيز، وزير الصحة السابق سلفادور إيلا، بنحو 23 بالمئة من الأصوات ونيله 33 مقعدا في البرلمان الإقليمي المؤلف من 135 نائبا.

لكن إيلا الذي رشحه سانشيز لكسر هيمنة الانفصاليين على السلطة التي يستأثرون بها منذ العام 2015، لا يزال بعيدا من تحقيق هدفه.

فبعدما تعهدت الأحزاب الانفصالية في وثيقة خطية عدم التحالف معه، لم يعد لدى إيلا هامش مناورة يمكنه من نيل الأصوات اللازمة لتشكيل ائتلاف حاكم في الإقليم الواقع في شمال شرق إسبانيا والبالغ عدد سكانه 7,8 ملايين نسمة.

اقرأ أيضاً:  وزير الصحة الإسباني: قد نحقق مناعة جماعية من كورونا بنهاية صيف 2021

وبعد ثلاثة أعوام ونيف على محاولة الانفصال عن إسبانيا، لم تحل الخلافات بين الأحزاب الانفصالية والاستياء في صفوف قواعدها الشعبية دون تعزيز غالبيتها من 47,5 بالمئة في انتخابات العام 2017 إلى أكثر من 50 بالمئة في انتخابات الأحد.

ومع نيل "اليسار الجمهوري" 33 مقعدا وحزب "معا من أجل كاتالونيا" الذي يتزعمه رئيس الإقليم كارليس بيغديمونت 32 مقعدا وحزب "الترشيح من أجل الوحدة الشعبية" تسعة مقاعد، عززت الأحزاب الانفصالية غالبيتها البرلمانية من 70 مقعدا في الانتخابات الماضية إلى 74 مقعدا.

لكن سيتعين عليها تخطي خلافاتها لتشكيل ائتلاف حاكم. ويبدو مرشح "اليسار الجمهوري" بيري أراغونيث الأوفر حظا للفوز برئاسة الإقليم.

ويحكم المنطقة حاليا ائتلاف بين "اليسار الجمهوري" المنادي بالانفصال عن مدريد و"معا من أجل كاتالونيا" المعتدل والداعم لسانشيز في البرلمان الإسباني.

وخصصت الساعة الأخيرة لتصويت المصابين بالفيروس ومن يخضعون للحجر. وأثار القرار جدلا في سياق صحي لا يزال معقدا، على الرغم من تحسنه في الأيام الأخيرة.

خشية الإصابة بالفيروس، امتنع عدد كبير من الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم وإلى حدود الساعة 17:00 بتوقيت جرنيتش، شارك 45,7 بالمئة فقط من إجمالي 5,5 مليون ناخب، أي بتراجع 22 نقطة مقارنة بالانتخابات الإقليمية السابقة عام 2017.

وقالت المدرسة كريستينا كاباليرو (34 عاما) من برشلونة "حسمت قرار التصويت من عدمه في اللحظة الأخيرة".

وإثر تسجيل ارتفاع كبير في الإصابات جراء أعياد نهاية السنة، قررت حكومة كاتالونيا إرجاء الانتخابات إلى نهاية مايو إلا أن القضاء تدخل لإقامتها في موعدها الأساسي.

وقال سيرجي لوبيز (40 عاما) "واضح أن هذه ليست اللحظة المناسبة لتنظيم انتخابات لكننا معرضون (للفيروس) أيضا يوميا في أماكن العمل أو في الميترو". وفي مؤشر إلى تخوف الناخبين من الوباء، طلب نحو 35600 من بين 82 ألف شخص اختيروا بالقرعة لتأمين الانتخابات إعفاءهم، وقد جرى الاقتراع بسلاسة بالرغم من قبول 23300 طلب.

وقال خافيير نافيس (45 عاما) "كنت خائفا من المجيء، لكن إذا لم تأت ستعاقب بغرامة في النهاية، لم يكن لدي خيار"، ولتقليص المخاطر، قررت السلطات تركيز مكاتب الاقتراع في فضاءات مفتوحة.

ونظمت الانتخابات بعد أكثر من ثلاث سنوات بقليل على فشل محاولة انفصال إثر تنظيم استفتاء في الأول من أكتوبر 2017 حول تقرير المصير منعه القضاء وأسفر عن تدخلات عنيفة للشرطة.

ولا يزال رئيس الحكومة الكاتالونية في تلك الفترة كارليس بيغديمونت يعيش في المنفى في بلجيكا فيما حكم على تسعة من القادة الانفصاليين عام 2019 بالسجن لفترات تراوح بين تسع و13 سنة.