مصرية أنا

النمو السكاني

إيمان أنور
إيمان أنور

الارقام تشير إلى ان مصر تحتل المرتبة السادسة عشرة بين الدول الاكثر كثافة سكانية على مستوى العالم.. ويزداد عدد سكانها بنحو ٢٫٥ مليون نسمة كل عام.. واذا استمر الوضع على ما هو عليه فمن المتوقع ان يصل العدد إلى ١٢٥ مليون نسمة عام ٢٠٢٥ والى ١٦٠ مليونا عام ٢٠٥٠ !.. شىء رهيب!!.. تصوروا.. كيف يمكن ان يكون حالنا بعد سنوات قليلة من الان!.. يخطئ من يعتقد ان الزيادة السكانية هى معيار لقوة الشعوب والامم.. فقد بنى الفراعنة الاهرامات رمز الحضارة والشموخ بينما لم يكن تعداد سكان مصر يتجاوز المليونى مواطن.. كما ان العبرة فى النهاية بمستوى التقدم الاقتصادى واسهام الفرد فى خدمة المجتمع والتنمية والاستثمار البشرى.. وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال مداخلته فى برنامج الحكاية على قناة ام بى سى مصر مع عمرو اديب "مطلوب مننا مع بعض مواجهة مشاكل مصر.. مع بعض نستطيع.. لان مع الزيادة السكانية الدولة لم تعد قادرة على تلبية مطالب الناس".. وهنا دق الرئيس ناقوس الخطر لاننا امام مسئولية مشتركة تحتاج إلى وقفة مصيرية قبل تفاقم المشكلة واستفحال آثارها..

الرئيس هنا.. من موقع المسئولية كزعيم وطنى مخلص لا ينظر تحت قدميه وانما يؤرقه مستقبل الوطن وسلامته ويضع نصب عينيه استقراره ويحرص على رخاء ابنائه يدعونا جميعا إلى تحمل مسئوليتنا جنبا إلى جنب مع الدولة من اجل مواجهة خطر قادم نسهم فيه دون وعى أو حكمة ونجرجر انفسنا اليه بحماقة وعن جهل وكأننا نخنق انفسنا بأيدينا.. ليس معنى ذلك عدم الانجاب والفرحة بالابناء فقد جاء فى القرآن الكريم )المال والبنون زينة الحياة الدنيا(.. اننا لا نحرم ما اباحه الله ولكن لابد من إعمال العقل فى مسألة النسل.. واذا نظرنا حولنا نجد ان دولة مثل الهند التى فاق عدد سكانها المليار و٣٠٠ الف نسمة كيف يعانى سكانها من فقر وجوع وعطش يثير الشفقة.

لماذا نختار بأيدينا تضييق العيش فى نعيم ورغد؟! لماذا لا نتخلص من عاداتنا السيئة فى انجاب نصف دستة عيال نصفهم على الاقل لا يستطيع ان يقدم شيئا لبلده؟!.. بل يصبحون عالة وعبئا على المجتمع.. ومصيرهم فى النهاية يصبح التشرد والتسول والجوع!..

اقترح اطلاق حملة قومية تعتمد على خطاب واع مستنير يكشف للناس خطورة استمرار معدلات النمو السكانى.. ويوقظ الناس من غفوتهم!