في ذكرى وفاته.. شاعر اللمسة «صلاح طاهر» الخط الفاصل بين القبح والجمال

صلاح طاهر
صلاح طاهر

فى مثل هذا اليوم من عام 2007، رحل الفنان التشكيلي صلاح طاهر، والذي وصفه الأديب يوسف إدريس بشاعر اللمسة، بركانى اللون حاد كالخط الفاصل بين الحق والباطل والقبح والجمال والنغمة والضجة.


ولد الفنان التشكيلي  صلاح طاهر 12 مايو عام 1911، فى شارع الجنزوري بحى العباسية، وفي مدرسة الحسينية الابتدائية التقى بالأديب نجيب محفوظ زميلا للدراسة، تعلم العزف على الكمان وهو طفلا حتى صار عازفا بارعا، كما عشق رياضة الملاكمة وحصل على بطولة الجمهورية فيها وهو لم يتجاوز العشرين عاما .

اقرأ أيضا| قصة حياة يوسف إدريس بقصر ثقافة المنصورة


طغى عشقه للرسم على كافة الهوايات فالتحق عام 1929 بكلية الفنون الجميلة وانصب عمله على رسم لوحات عن الريف بكل جماله، وقد ظهرت موهبة الرسم على الفنان صلاح طاهر مع الملاكمة والموسيقى، وأصبح أحد أهم وأبدع فنانى الجيل الثانى فى الفن التشكيلى بعد جيل الرواد مختار ومحمود سعيد .


عمل صلاح طاهر مدرسا بمدرسة فؤاد الأول فى بادئ الأمر، وأقام أول معرض له عام 1935 ثم تولى الإشراف على مرسم مدرسة الفنون وهي شكل من أشكال الدراسات العليا، استمر فيه عشر سنوات من الإبداع والتأمل، ثم عين مديرا لمتحف الفن الحديث، بعدها ترك العمل الحكومي ليظل رساما وكاتبا في جريدة الأهرام منذ عام 1966 وحتى رحيله.


وحول رحلته الفنية، قال الفنان صلاح طاهر: ليتنى كنت طفلا لا يكبر أبدا ولا يشيخ، فلا أنافق ولا أهادن، لا أكره، عشقت الطفولة وعشتها بريئة، فمازالت فى اذنى كلمات أمى بأنه ليس هناك مستحيل حتى اغتراف الماء بالمصفاة ليس مستحيلا اذا صبرنا حتى يتجمد الماء.


وتابع: بهذه الكلمات خلقت امى بداخلى العزيمة وأصبحت فولاذى الارادة لا استسلم ابدا لاى آراء او مسلمات بل اقول كلمتى وفقا لقناعتى، وبدأت شخصية الفنان تنمو داخلى مع الملاكمة حتى ان العقاد اطلق على لقب صلاح طاهر الفنان الملاكم .فابتعدت عن الملاكمة .


وأضاف: احب الحياة وعمر الانسان يقاس بإحساسه وشباب قلبه ، والمعرفة ظلت تثير فضولى حتى تخطيت التسعين من عمرى ومازلت استمتع بالحياة انظر امامك دائما ولا اعرف الماضى ولا استعيده لكى لا افتح جراحا ولكنى استدعيه احيانا حتى لا تضيع التجربة هباء .


واختتم صلاح طاهر: رغم كل ذلك لا أخاف الموت أنه ينهى الحياة لكنه يخلد المبادئ ويمكن تجاوز الموت مادمنا حققنا انفسنا، فمازال التمنى موجودا لكن الامانى هى التى تتناقض الآن .


شغل منصب عضو المجلس الأعلى للثقافة عام 1980 ، وتم اختياره رئيسا لجمعية محبى الفنون الجميلة 1984.


الوظائف و المهن التى اضطلع بها الفنان، قام بالتدريس فى بدء حياته بالمدارس الابتدائية ثم الثانوية بالمنيا والإسكندرية ثم القاهرة حتى 1944، ثم قام بالتدريس بكلية الفنون الجميلة القاهرة من عام 1944 كما عين مشرفا على مرسم الأقصر عام 1952، وعمل مديرا لمتحف الفن الحديث بالقاهرة 1954، ومدير المتاحف الفنية من عام 1958، مدير مكتب وزير الثقافة والارشاد القومى 1959، مدير إدارة الفنون الجميلة بوازارة الثقافة 1961، انتدب للتدريس بمعهد السينما من 61 : 1965، مدير عام لدار الأوبرا 1962، عمل مستشاراً فنياً بالأهرام من عام 1966، رئيس جمعية محبى الفنون الجميلة من عام 1984 .
عاش صلاح طاهر حياته متنقلا بين فرنسا، إيطاليا، روسيا، أمريكا، سان فرانسيسكو، وقد - سافر الى أغلب بلاد العالم فى الشرق والغرب ، وقد ترجم كتاب فى ظلال الفن بالاشتراك مع أحمد يوسف، كما حاضر فى الفن والتذوق الفنى وقدم محاضرات عامة فى التليفزيون، وكتب ما لا يقل عن 250 مقالة بالأهرام .
حصل صلاح طاهر على جائزة الدولة التقديرية فى الفنون 1974مع وسام الاستحقاق، وأهدته اكاديمية الفنون درجة الدكتوراه الفخرية، وحصل على جائزة مبارك عام 2001، كما حصل على جائزة جوجنهايم 1960، وجائزة بينالى الإسكندرية 1961 .