يوميات الأخبار

المباراة المحترمة

حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى

سالت دموعهم غزيرة عندما أجهش النجم المتألق "يحيى الدرع" بالبكاء لحظة خسارة المباراة وإفلات الفوز المستحق.

التفَّ عشرات الملايين بمن فيهم الذين كانت كرة القدم قد استحوذت على مشاعرهم تماما حول شاشات التليفزيون لمتابعة مباراة "منتخب مصر مع منتخب الدنمارك" وكان الكثيرون يضعون أياديهم على قلوبهم خوفا من النتيجة المتوقعة باكتساح فريق الدنمارك لفريقنا ليس فقط لأنه بطل العالم بجدارة، ولكن لما يتمتع به معظم لاعبيه من قوة البنيان واللياقة البدنية والفنية الهائلة، لكننا مع الخوف والقلق طمأنا أنفسنا بأن "الأولاد" أدوا مباريات ممتازة حتى دخلوا دور "الثمانية الكبار"، وهكذا اتجهت الأنظار صوب الشاشات فى متابعة لاهثة لأحداث المباراة الماراثون الساخنة، وكلما كان المنافس يتقدم بنقطة أو نقطتين كان لاعبونا ينجحون بمهارة وإصرار فى تحقيق التعادل والتقدم أحيانا حتى اتخذت المباراة طابعا جنونيا من عوامل السرعة وتبادل الأهداف الصعبة، وامتد سيناريو المباراة الطويل إلى "٨٠" دقيقة.. وأربعة أشواط إضافية بعد انتهاء الوقت الأصلى بالتعادل ٢٨/٢٨، وقبل ثلاث ثوان فقط من انتهاء الوقت الاضافى الرابع.. بلغ تحيز التحكيم ذروته بقرار غريب أوقف تفوق منتخبنا بفارق هدف ٣٥/٣٤ وذلك بطرد لاعبنا ابراهيم المصرى ومنح ركلة جزاء ترجيحية لفريق الدنمارك تعادل بها واحتكم الفريقان لضربات الترجيح التى خسرنا فيها لغياب التوفيق عن النجمين الكبيرين "أحمد الأحمر وعلى زين"، فى مواجهة حارس الدنمارك أفضل حارس مرمى فى العالم.

وبالرغم من ضياع فرصة التتويج ببطولة المونديال العالمية فإن خبراء اليد وجميع نجوم وسائل الإعلام الدولية سجلوا احترامهم الفائق وتقديرهم البالغ للأداء البطولى الرائع لفراعنة اليد الذين حظوا ايضا بشكر الرئيس السيسى لما قدموه من أعظم مثال فى قوة الأداء وروح الإصرار حتى آخر لحظة فى المباراة.

- هذا وقد نالت مصر كل الاعجاب والتقدير العالمى لما حققته فى تنظيم المونديال الذى أصرت على إقامته بالرغم من تداعيات الوباء العالمى، ووفرت له كل امكانيات النجاح المبهر "ومثلما كانت البداية رائعة.. تأكد أن النهاية أيضا رائعة".

من جهة أخرى اكتسبت "كرة اليد" شعبية هائلة وصار اللاعبون نجوما كبارا استحقوا بجدارة إعجاب عشرات الملايين.. الذين سالت دموعهم غزيرة عندما أجهش النجم المتألق "يحيى الدرع" بالبكاء لحظة خسارة المباراة وإفلات الفوز المستحق.

د. حسن.. وحديث "اليد" الممتد

الكابتن الدكتور حسن مصطفى، نموذج مشرف رفع ويرفع علم مصر عاليا بما حققه من تفوق وتألق فى الإدارة والقيادة فانطلق إلى الآفاق العالمية باحتلاله لموقع "رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد" ثم حفاظه على قمته العالمية لأربع دورات متصلة "يعنى ٢٠ سنة ما شاء الله". ولعلنى شخصيا من أكثر المقدرين لإنجازاته ونجاحاته العالمية، حيث إنه قد جمعت بينى وبينه زمالة العمل القيادى فى الأهلى، وشجعته فى إحدى المعارك الانتخابية على خوضها لموقع رئيس النادى لكن تربيطات معينة أفقدته الفرصة دون أن تهتز صلته بالأهلى ودعمه للشياطين الحمر وخاصة فى كرة اليد، تماما مثل دعمه للمنتخب وحرصه على استضافة مصر للمونديال العالمى.

لأنه مشروع قومى ١٠٠٪

عندما دعا د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء إلى اعتبار "تطوير القرى" مشروعا قوميا فى إطار مبادرة الرئيس، أبرز الأهمية القصوى لهذا المشروع الذى يستهدف تغيير وجه الريف المصرى بشكل كبير، ولأننى بجذورى الريفية آثرت أن أدخل انتخابات مجلس الشعب فى ٢٠٠٠ عن دائرة برما، ولمست بنفسى أثناء جولاتى الانتخابية كيف أن القرى وتوابعها من عزب وكفور أحوج ما تكون إلى التطوير.

وها هو ذا المشروع التاريخى الكبير ينطلق الآن لتحسين معيشة ٦٠ مليون مواطن تحتويهم ٤٥٠٠ قرية وأكثر من ٣٠ ألف تابع على مستوى الجمهورية، وما يعنيه ذلك من إضافة لقوة المجتمع كله صحيا وتعليميا وثقافيا. ويتسنى ذلك بما يتضمنه المشروع من قيام كل محافظة بوضع دراسات تفصيلية لمعرفة احتياجات كل قرية والالتزام التام بتوجيهات إزالة معوقات التنفيذ خاصة أن آفة مجتمعنا تبرز فى تعثر وارتباك التنفيذ مما يهدر الهدف الأخير للقرار الكبير.

الفيروس المتنكر

اصطلح على وصف "فيروس كوفيد ١٩" حامل الكورونا الملعونة بأنه "متحور" حيث يظهر كل فترة بوجه مختلف، وكأنه "يتنكر" حتى تفشل فى مواجهته ودليل ذلك أننا فى الشرق الأوسط نتحدث حائرين عن ثلاث سلالات مختلفة النتائج والصفات وهكذا يراوغنا الفيروس المتنكر مرة باسم المتحور ومرة باسم السلالة لكى يواصل إزعاجنا وتأديبنا فى مختلف أنحاء العالم وكأنه يسألنا: ماذا أنتم فاعلون يامن تتفاخرون وتتباهون بأحدث ما تنتجون من أخطر وسائل التكنولوجيا أرضا وفضاء؟! وهأنذا أصغر مما تراه أعينكم وأجهزتكم بعثتنى الإرادة الإلهية لكم فإذا بكم لا تملكون فى مواجهتى إلا اللجوء للكمامات، تختفون فى بيوتكم ومستشفياتكم أو قبوركم، وتلهثون وراء محاولات انتاج الأدوية واللقاحات.

- هكذا يتحدانا ويسخر منا "الفيروس المتنكر" نحن البشر العاجزون. وبالنسبة لنا فى مصر وأمتنا العربية علينا أن ندرك حتمية الالتزام التام بالاجراءات الاحترازية على مدى عام آخر حتى يكتمل توزيع اللقاحات.. والتأكد من فعاليتها.

الوزيرة المتألقة نشاطا وابتساما

الوزيرة المتألقة فكرا عميقا ونشاطا متدفقا وابتساما متواصلا السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج أطلقت ثمانية معسكرات بالخارج مثل النمسا وكندا والولايات المتحدة والمانيا والسويد، وأخيرا "انجلترا" تحت شعار "اتكلم عربي" والهدف السامى هو مواجهة حرب طمس الهوية لدى أبناء المصريين المقيمين بهذه الدول وغيرها، وذلك بتعليمهم وتشجيعهم على التحدث باللغة الأم.. اللغة العربية، ومن ثم التعرف على العادات والتقاليد المصرية الأصيلة بما يؤكد التمسك بهويتهم الوطنية، ويساعد فى ذلك ما يتم إجراؤه من فعاليات مثل ترديد الأغنيات التراثية والمسابقات والألعاب والأنشطة المتنوعة. والمؤكد أن معالى الوزيرة القديرة نبيلة قد وضعت فى خطتها اتصالات وحوارات مع أولياء الأمور ليقوموا بدورهم فى معركة إحياء اللغة وإنقاذ الهوية، وصولا إلى مشاركة المصريين بالخارج كبارا وصغارا فى تعظيم المشروعات والمساهمات الثقافية والحياتية، لينعم الجميع داخل وخارج مصر بما تسعى لتحقيقه من مكانة بارزة بين الدول الكبرى اقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا.

ترامب وسط الأضواء الرهيبة

سيظل الرئيس الأمريكى السابق "دونالد ترامب" مصدرا للإثارة والضجيج.. ومحورا لأضواء رهيبة، وقد رصدت له وعنه أربعة أمور بالغة الدهشة والغموض فهو:

أولا: مازال يتأرجح قلقا متربصا بين الهجوم البرلمانى الديموقراطى الذى يسعى إلى عزله وحرمانه من أى موقع سياسى أو تنفيذى مركزى، وبين التوسل السرى والعلنى إلى حزبه الجمهورى لإنقاذه.

ثانيا: عند خروجه من البيت الأبيض مجبرا مقهورا قال: انه سيعود إليه بطريقته الخاصة! )ماهى طريقتك هذه يا سيد ترامب؟! هل بتفجير فوضى واشتباكات مسلحة قد تؤدى إلى حرب أهلية كما توقعت خبيرة سياسية كبيرة، وتعود أنت بصفة المنقذ الشعبى؟(.. )الإجابة عنده وحده طبعا(.

ثالثا: فكر ومازال فى إنشاء حزب جديد مستغلا شعبيته بين معتنقى اليمين المتطرف وعشاق الفوضى الجامحة، متصورا أنه سينهى سيطرة الحزبين الوحيدين وينتقم من الحزب الديموقراطى الذى ناصبه العداء، ويطيح بالحزب الجمهورى الذى لم يقف معه فى أزمته.

رابعا: وهذا ما قد يكون أخطر حيث صدر مؤخرا كتاب بعنوان "المساومة الأمريكية" تضمن مفاجأة مدوية حيث سجل فيه المؤلف: كيف جندت موسكو دونالد ترامب منذ ٤٠ عاما حيث التقطته المخابرات السوفيتية "كى جى بي" واستغلت عشقه للجنس والسلطة وحاجته للأموال التى تنقذه من ورطته كملياردير جمهورى يتعرض للإفلاس مرة بعد أخرى.. وهذا ما دعاه إلى رد الجميل لروسيا عندما أصبح فعلا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

وبالمناسبة قد يؤكد صدق ذلك أنه تقريبا ما حدث بالضبط مع "جورباتشوف" الذى جندته المخابرات الامريكية "سى آى إيه" حتى تولى أكبر مسئولية وساهم فى تدمير وتفتيت الاتحاد السوفيتى!!

وهنا يقول لسان حاله: "يا ويلك، وسواد ليلك يا ترامب".