حكايات| خميرة الفجرية.. «الرغفان» عيش شمسي حصري في الصعيد 

خميرة الفجرية.. «الرغفان» عيش شمسي حصري في الصعيد 
خميرة الفجرية.. «الرغفان» عيش شمسي حصري في الصعيد 

تستيقظ الست سعدية، البالغة من العمر 50 عاما، فجرا لتبدأ مهمتها في خبيز «الرغفان»، وهو العيش الشمسي، الذي يتميز به الصعيد، في فن العجين والخبيز، الذي تحتكره سيدات الصعيد، خاصة الكبار منهن.

 

تقول الست سعدية: «بالرغم من التقدم في كل شئ، إلا أن الرخفان، سيظل تراثا صعيديا، تتوارثه الأجيال، جيلا بعد جيل، ولكن أيام زمان كانت مختلفة عن هذه الأيام».

 

بلهجتها الصعيدية البسيطة تحكي الست سعدية: «زمان كان هناك الفرن البلدي المبني بالطين.. كان يطلع عيش منها يتاكل حاف من طعامته، ولكن الخبيز في هذه الأيام تغير، وفي مرحلته الأخيرة فقط بعد استخدام الفرن الحديثة اللي هي بأنبوبة».

 

 

وتروي: «الرغفان أحسن من العيش التاني ده اللي بيتباع في الطابونة، ده الطبيخ ميحلاش إلا بيه، فضلا عن حشوه بسمنة بلدي وسكر وهو سخن عقب خروجه من الفرن مباشرة ده غير إننا بنخبز مرة أو اثنين في الأسبوع وننام مرتاحين البال مش كل يوم ندور على العيش».

 

اقرأ أيضًا|  المتحف المجهول.. آثار فرعونية وسودانية داخل مدرسة بالصعيد

 

أما أم حسن، فتروي مراحل صناعة العيش الشمسي، قائلة: «هناك مراحل لعملية الخبيز، أولها العصيدة والتخمير، ثم العجن، ويفضل السيدات أن يكون ساعة الفجرية، وهي أهم مرحلة في الصناعة، وهي وضع الدقيق والماء وعجنه في إناء بعد العصيدة والتخمير، ووضع خميرة البيرة، ثم تأتي مرحلة التقطيع، وتعتمد على تقطيع العجين على مقارص، بعد وضع ردة  الدقيق النخالة على هذه المقارص».

 

 

بعد ذلك تأتي مرحلة تسوية سطح الأرغفة، ثم تترك في الشمس حتى يخمر العيش، ثم يتم وضعه في الفرن لتسويته، وهي مرحلة «الرص»، وتترك الأرغفة في الفرن حتى تستوي.

 

ويستخدم في عملية الخبيز «البشكور والمطرحة والفودة»، وهي أدوات يستخدمها السيدات في مرحلة الرص وهي المرحلة الأخيرة في عملية الخبيز.