حكايات| المتحف المجهول.. آثار فرعونية وسودانية داخل مدرسة بالصعيد

 المتحف المجهول.. آثار فرعونية وسودانية داخل مدرسة بالصعيد
المتحف المجهول.. آثار فرعونية وسودانية داخل مدرسة بالصعيد

لا يعلم كثيرون أن هناك متحفا يضم مجموعة من الآثار والقطع الأثرية النادرة في محافظة أسيوط داخل مدرسة السلام لدرجة أن البعض أطلق عليه «المتحف المجهول».. فما قصته؟

 

يؤمن الأثريون بأن الحفائر العديدة التي تم اكتشافها في عدد كبير من قرى أسيوط مثل الهمامية حكام الإقليم العاشر من أقاليم مصر العليا في عصر الدولة القديمة، ومير تضم حكام الإقليم الرابع عشر، والمعابدة وكذلك الدير الجبراوي، أصدق شاهد على عظمة أسيوط الأثرية والتي تتجلى وبشكل أعمق في حفائر متحف مدرسة السلام للغات، ويتضمن المئات من القطع الأثرية التي تنتمي إلى عصور عدة بالمحافظة.  

 

بدأت فكرة إنشاء مدرسة السلام في أحد منازل التجار السوريين، والذي عرض اقتراحه على جون هوك عضو في إحدى الإرساليات الأجنبية في تلك الفترة، والذي سافر لجمع التبرعات لإنشاء هذه المدرسة في عام 1875.

 

اقرأ أيضًا| سر الدماء المتجمدة بأسيوط.. أقدم محكمة في تاريخ البشرية 

 

وقد شهد التعليم الأجنبي انتعاشة كبيرة منذ ذلك الحين بأسيوط؛ حيث كان على رأسها مدرسة داخلية لتعليم البنات حتى حولها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى مدرسة العروبة للبنين ثم عادت تحمل اسم مدرسة السلام لتصبح المدرسة الأم لجميع المدارس الأخرى المنتشرة في باقي المحافظات والتي تحمل  الاسم ذاته.

 

قطع أثرية بالمدرسة

 

من المرجح أن الآثار التي يضمها متحف مدرسة السلام هي المجموعة التي كان سيد بك خشبة وهو واحد من أشهر التجار في تلك الفترة قد حصل عليها لأنه عرف عنه ولعه الشديد بالتنقيب عن الآثار.

 

 

وطبقاً لقانون تلك الفترة كان من حق المنقب الحصول على نصف الأثر الذي نقب عنه وقد وجد العديد من القطع الأثرية بمعاونة مهندس إنجليزي عام 1914، وكان نصيبه منها هو ما أهداها إلى مدرسة السلام  بعد أن أقام متحفاً في قصره بأسيوط والذي حضر افتتاحه المندوب السامي البريطاني.


 ويتضمن متحف مدرسة السلام العديد من القطع الأثرية التي يتضمنها المتحف ترجع لعصور متنوعة فهناك آثار فرعونية أهمها مومياء كاملة لأميرة من أخميم تدعى «هاتور مت حتب»، ويرجع تاريخها للقرن الثامن قبل الميلاد ومومياء أخرى لرجل من مقابر مير وتنتمي إلى حكام الإقليم الرابع عشر من الدولة الوسطى للفراعنة.

 

 

وكذلك تماثيل "الاشاتبي" وهي تماثيل صغيرة الحجم وعددها 365 تمثالاً يمثلون عدداً من العبيد بعدد أيام السنة يحتفظ بها الملك في مقبرته حتى يستدعيهم لخدمته في الحياة الأخرى وأيضاً يوجد أدوات تكفين كاملة تشمل شبكة توضع على الجسم يعلوها جعران أزرق يمثل الملك حورس وأولاده الأربعة وكذلك القناع ومساند الرأس والقدمين وأوعية لحظ أحشاء الموتى  وأختام ملكية باللغة الهيروغليفية من عام 1580- 1320ق. م، بالإضافة إلى تمثال حورس من الحجر البازلت يرجع للعصر البطلمي.

 

وتشمل الآثار القبطية الموجودة بالمتحف قطعاً من النسيج القبطي يرجع تاريخها للقرن الرابع الميلادي ونسخة من الكتاب المقدس من القرن السابع عشر وكتاب صلوات قديم منسوخ بخط اليد وكذلك نسخة من مزامير داوود باللغة العبرانية و خاتم للقربان من الخشب وشواهد قبور مكتوبة باللغة القبطية ومن الآثار الرومانية عملات معدنية وكذلك يوجد عملات ترجع للعصر اليوناني وصورة لامرأة رومانية مجهولة الهوية. 

 

ومن أهم الآثار التي ترجع للعصر الإسلامي نسخة من مصحف قديم وشواهد قبور ترجع للقرن الثالث الهجري وقطعة من كسوة الكعبة وهناك قطع من السيراميك التي ترجع للعصر العباسي وعدد من الآلات الوترية وأجزاء لشيشة وبيب ترجع تاريخها للعصر العثماني.


 
الآثار السودانية

 

تعد الآثار السودانية من أهم يميز متحف مدرسة السلام وهي قطع حصل عليها سيد بك نتيجة علاقته الوطيدة بتجار من السودان كإهداء وهي تشمل مجموعة من الأسلحة وتضم حراباً، وسهاماً، ودروعاً، من جلد التمساح، والخرتيت، والسلحفاء، وكذلك عدداً من السيوف القديمة وكراسي صغيرة تأخذ شكل بعض الحيوانات.