آخر قصيدة كتبها أحمد رامي| صور

أحمد رامي مع أم كلثوم - أرشيف أخبار اليوم
أحمد رامي مع أم كلثوم - أرشيف أخبار اليوم

حجرة ضئيلة مستطيلة بأحد أبنية كوبري القبة عاش بها أحمد رامي نصف قرن من الزمان،  ورغم ضآلتها وندرة الأرفف المكدسة بالكتب والأوراق والغبار الكثيف إلا أنها تحمل رائحة التاريخ وعبق الماضي.

 

 هنا مخطوط (غرام الشعراء) بخط أحمد رامي.. أول مسرحية شعرية من فصل واحد كتبها رامي حول ابن زيدون، وولادة بنت المستكفي، وأكثر من عشرة مخطوطات مترجمة بالقلم الرصاص: النسر الصغير، هاملت، ادمون روستان، روميو وجوليت، يوليوس قيصر وغير ذلك.

 

وهذا دفتر بالفارسية والفرنسية استعان به رامي في ترجمة (الرباعيات) 175 رباعية كانت من أولى الترجمات العربية عن الفارسية وأدقها على الإطلاق  فرباعيات "فيتزجيرالد" ال‘نجليزية التي نقل عنها الكثير من العرب افتقدت روح الشرق وحيويته.

 

وتحتل بعض المجلدات القديمة الحائلة بفعل الزمن جزءا متواضعا في الحجرة: الأغاني، النجوم الزاهرة، عيون الأخبار ودواوين الشعر كمهيار الديلمي وزهير بن سلمى، وزهرة (المانوليا) المحببة إلى الشاعر أحمد رامي، ودواووين شعره بخط يده فالجزء الأول من ديوانه يحمل إهداء (إليك) ويبدأ بهذه الأبيات:

 

إلى محراب أفكاري          ومبهط وحي أشعاري
إلى القلب الذي حر             ك بالاشجان اوتاري 

ومخطوط آخر يعد جزءا ثانيا من الديوان:


ديوان رامي تحت هاشم الصبا
عذب عليه من الرواة زحام
الأمس بل صدى النهي وسميه
واليوم للتالي الولي سجام

 

وكما يشير إلى اسم أحمد شوقي في عام 1920، كذلك يشير التوقيع بالصفحة الثانية إلى اسم حافظ إبراهيم الذي كتب تقديما للديوان قائلا: (أدمنت النظر في شعر رامي فإذا به من ذلك النوع الحسن الذي يعجزك تقليل حسنه).

 

وهنا أيضا تجربة شعرية مثيرة، قصيدة نصفها عربي ونصفها الآخر فارسي، العنوان (نداء حبيب) والتاريخ عام 1976 تقول: يا فاتن الحسن يا حبيبي متى يكون اللقاء نصيبي.

 

وهنا أيضا تعجب من بعض القصائد الصوفية فرامي يعيش كالصوفية ويكتب كالصوفية، فنقرأ  في القصيدة:

 

يا إلهي يا خالقي سبحانك
إن في طاهر القلوب مكانك
جئت أسعى إلى رحابك أدعو
ولساني مرتل قرآنك 

 

آخر ساعة 12 / 6 / 1981