حكايات| محمد زيد.. «مصري طائر» بدون قدمين

محمد زيد
محمد زيد

كتبت: دينا درويش

ولد بدون طرفين سفليين لكنه يؤمن أن هذه ليست إعاقة، لا توجد إعاقة مع الإرادة لأن الإرادة القوية تولد الإصرار على النجاح وكره الفشل.

لولا هذه الإرادة لما كان هناك نماذج مشرفة لعلماء وفنانين وأدباء ممن تحدوا الإعاقة فبرعوا في تخصصاتهم المختلفة مثل طه حسين ومصطفي الرافعي وبيتهوفن والرئيس الأمريكي السابق روزفلت وغيرهم الكثير.. ومن هنا كانت انطلاقة محمد سعد زيد لاعب منتخب مصر للكرة الطائرة جلوس.

ويقول زيد: "اختارني الله أن أولد بدون طرفين سفليين وكانت هذه بمثابة فاتحة خير لي فتعلمت بالأزهر الشريف وحفظت القرآن الكريم وتخرجت من قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر وتحديت منذ الصغر جميع الصعوبات التي قابلتني وكنت دائما أتطلع إلى إثبات الذات في شتى المجالات فتفوقت في مجال الشعر و الزجل وايضا في المجال الثقافي والمجال الديني".

 ويضيف: "واجهت صعوبات كثيرة ولكن كان هناك حكمه فلسفيه اؤمن بها وهي كلما أساء الي موجود محته ذاكرتي من الوجود فلا أشعر بأنه موجود".

ويكمل حديثه: "ولدت في ذكرى المولد النبوي الشريف لذا أطلق على والدي إسم محمد وكان أول تحدي في حياتي عندما بدأت أحفظ القرآن الكريم بالتجويد وعمري ٣ سنين ونجحت فيه عندما ختمته وعمري ١١ عاما، وكنت قد إلتحقت بالمعهد الديني الإبتدائى وبدأ معه تحدي آخر حيث كان المعهد يبعد عن المنزل ٥ كيلو متر تقريبا وكان لابد أن أقطع كل هذه المسافة وحيدا مستعينا بدراجتي، وخلال هذه الفترة لم يكن هناك مايعرف بفصول الدمج حتى بعد أن تخطيت المرحلة الإبتدائية والتحقت بمعهد الإعدادي والثانوي لذا كنت كأي طالب طبيعي لكن الفرق الوحيد أنني كنت اضطر لتغيير ملابسي مرتين في اليوم بمساعدة والدتي نظرا لانها كانت تتسخ بسبب أن فصلي كان بالدور الثالث، فكنت أصعد السلم إما قبل زملائي ب ١٠ دقائق أو بعدهم وكذلك في النزول".

شكل دخول محمد الجامعة نقطة تحول هامة في حياته ونظرا لأنه نشأ على الحرية والإعتماد على النفس وحب التحدي والمثابرة وعدم الانطوائية أو التبعية كان يلعب جميع الألعاب المناسبة وغير المناسبة له ككرة القدم والكاراتيه ورفع الأثقال،وأثناء الفترة الجامعية انضم إلى إستاد طنطا ليتخصص في لعبة مناسبة له ويخرج فيها جميع طاقته ويحقق من خلالها الطموح الذي يصبوا إليه ،وتخصص في ألعاب القوى الجلة والقرص وكان مدربه آنذاك هو الكابتن محمد مبروك، كما كان يلعب إلي جانب ألعاب القوى الكرة الطائرة كهواية.

وحصل محمد سعد زيد لاعب منتخب مصر للكرة الطائرة جلوس خلال هذه الفترة على المركز الأول على الجمهورية وانتقل للعب بأندية كبيرة كـالإنتاج الحربي وإتحاد الشرطة ،كما فاز ب٥٠ ميدالية محلية مابين الذهب والفضة بلعبتي الجلة والقرص، علاوة على أنه قد مثل مصر في تصفيات كأس العالم بالإمارات، ولكن تم استبعاده من المنتخب لأسباب تتعلق بتصنيفه الطبي فقرر الانسحاب من هذه اللعبة ،وواجه العديد من الصعوبات بعد هذا القرار.

"إذا أساء إلى موجود محته ذاكرتي من هذا الوجود فلا أشعر أنه موجود" حكمة فلسفية يؤمن بها محمد جعلته يبدأ مشواره الرياضي من جديد فصنع من الأزمة شعاعا من النور وحول هوايته وهي لعب الكرة الطائرة إلى الإحتراف بها واستطاع ان يحقق فيه ما عجز  عن الوصول إليه بألعاب القوى.

 

وقال: "حققت نجاحا كبيرا في هذه اللعبة ليس على مستوى مصر فقط بل العالم حيث أحرزت على المستوى المحلي ٤٠ ميدالية  مابين ذهب وفضة ، بالإضافة إلى ٢ كأس أفضل لاعب على مستوى الجمهورية، علاوة على مشاركتي في بطولة رواندا ٢٠١٥ بأفريقيا وحصولي على الميدالية الذهبية، وكذلك حصولي على الميدالية الذهبية ببطولة إيطاليا ٢٠١٦، والميدالية البرونزية في بطولة كأس العالم للقارات بالصين ٢٠١٦، و الفوز بالميدالية البرونزية في بطولة دورة الألعاب الأولمبية ريو دي جانيرو ٢٠١٦ ،والمشاركة في كأس العالم بهولندا ٢٠١٨ والميدالية الذهبية في البطولة العربيه بمصر ٢٠٢٠ ،كما حصلت على وسام الجمهورية الرياضي من رئاسة الجمهورية."

يعتبر محمد انه محظوظ بمن حوله خاصة والدته وزوجته ،واكمل "تمنياتي لأي شخص اختاره الله واختبره باعاقه ان يكن علي يقين بأن الله اختار له الخير وان يجعل هذه الاعاقه سببا في تفوقه ونجاحه."

اقرأ أيضا

حكايات| «أربع بسكوتات» يتحدين متلازمة داون بصناعة الكوكيز