مفتي الجمهورية: «التجديد» قضية حياتية ضرورية.. ونريد فهما رشيدا للدين

 فضيلة الدكتور شوقي علام  مفتي الجمهورية
فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية

قال فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الشخصية المصرية الطيبة تنبئ عن اتباع حقيقي لهدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان هينًا لينًا ولم يكن فظًّا غليظ القلب، مؤكدًا أن الإنسان طيب يحمل في قلبه الحب للناس جميعًا، تطبيقًا لقول الرسول: "لينوا في أيدى إخوانكم".

وأكد فضيلة مفتي الجمهورية خلال لقائه في برنامج «نظرة» مع الإعلامي حمدي رزق، حول مدى استحقاق الإنسان المصري فكرًا دينيًّا جديدًا متطورًا، أن مادة الإنسان الطيبة تتغذى وتنمو عندما تجد خطابًا دينيًّا رشيدًا، وإذا أخذها الخطاب إلى منطقة أخرى تقع كارثة وخللًا منهجيًّا في هذه الحالة.

وشدد على أننا في حاجة إلى تجديد مستمر؛ ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «جددوا إيمانكم» كما يقول: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها»، فقضية التجديد في هذه الحالة هي قضية حياتية وضرورية لا ننفك عنها، فهي قضية الإنسان المسلم الحقيقي.

وبشأن الزعم بأن المطروح الآن ليس تجديدًا دينيًّا للخطاب الديني لكنه هدم للدين، قال مفتي الجمهورية: إنه عندما نكون في الاتجاه الصحيح فنحن أمام تجديد للخطاب الديني، أما إذا حِدنا عن المنهجية العلمية الرصينة التي وضعها الأسلاف واستقيناها من علمائنا الكبار المعتبرين نكون أمام خطاب آخر مدمر.

وأوضح فضيلة المفتي أننا نريد فهمًا رشيدًا لهذا الدين؛ لأن هناك فرقًا بين فهم النصوص القرآنية وسنة رسول الله، وبين المفاهيم المختلفة على مر التاريخ للنص الشريف، وشدد على أن لدينا نصًّا مقدسًا يتمثل في القرآن الكريم ويتمثل في سنة الرسول الثابتة عنه ثبوتًا صحيحًا، هذا كله لا نقترب منه من ناحية الإضافة أو الحذف أو الإجمال، لكننا وفق إطار علمي محدد نفهم ونتعامل مع هذا النص الشريف وننزله إلى أرض الواقع بمنهجية لا عشوائية نستعمل فيها الخطاب الوضعي بهدف إدراك الواقع، وهو ركن ركين من عمل الفتوى، إذا أدركناه فإننا نأتي إلى منطقة النص الشرعي وننزلها بناءً على فهمنا للخطاب الوضعي من توافر الشرط والأسباب وانتفاء الموانع، وإننا إذا تعاملنا مع القضية هكذا نكون قد جددنا.